كتاب الأشربة

-2- 77 – كتاب الأشربة.

وقول الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} /المائدة: 90/.

 

5253 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أن رسول الله ﷺ قال: (من شرب الخمر في الدنيا، ثم لم يتب منها، حُرِمَهَا في الآخرة).

 

5254 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله ﷺ أتي ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللبن، فقال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، ولو أخذت الخمر غَوَت أمتك.

تابعه معمر، وابن الهاد، وعثمان بن عمر، والزُبَيدي، عن الزُهري.

5255 – حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

سمعت من رسول الله ﷺ حديثاً لا يحدثكم به غيري، قال: (من أشراط الساعة: أن يظهر الجهل، ويقل العلم، ويظهر الزنا، وتُشرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيمهنَّ رجل واحد).

5256 – حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن وابن المسيَّب يقولان: قال أبو هريرة رضي الله عنه:

إن النبي ﷺ قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن).

قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن أبا بكر كان يحدثه، عن أبي هريرة، ثم يقول: كان أبو بكر يلحق معهن: (ولا ينتهب نُهبة ذات شرف، يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، حين ينتهبها وهو مؤمن).


[ش (الأشربة) جمع شراب، وهو لغة: كل مائع دقيق يشرب ولا يتأتى فيه المضغ، وشرعاً: كل ما كان مسكراً من المائعات.

(الخمر) كل شراب مسكر، سمي بذلك لأنه يخمر العقل أي يغطيه ويستره.

(الميسر) هو القمار، مشتق من اليسر لأنه أخذ المال بسهولة من غير تعب ولا كد، ويدخل فيه ما يسمى اليانصيب، وكل لعب يحقق معناه.

(الأنصاب) جمع نصب، وهي حجارة كانوا ينصبونها يذبحون عليها ويعبدونها.

(الأزلام) جمع زلم، وهي قطع خشبية، كتب على أحدها: أمرني ربي، وعلى آخر: نهاني ربي، وثالث لا يكتب عليه شيء، وهذه نوع منها وهناك أنواع أخرى، كتب عليها: منكم، من غيركم، وهكذا. كانوا يستقسمون بها إذا أرادوا أمراً من الأمور، أي يطلبون معرفة ما قسم لهم بواسطتها.

(رجس) نجس مادي ومعنوي في الخمر، ومعنوي فيما سواه.

(عمل الشيطان) وسوسته وإغرائه وتزيينه].

[ش أخرجه مسلم في الأشربة، باب: بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، رقم: 2003.

(حرمها) أي حرم من خمرة الجنة، وهي ليست كخمرة الدنيا في سكرها وضررها، وكراهة مذاقها وخبث رائحتها، بل هي شراب لذيذ ممتع من أشهى أشربة الجنة. والحرمان منها يعني عدم دخول الجنة حتى يعاقب على شرب خمر الدنيا، أو أنه يحرم منها أبداً حتى ولو دخل الجنة].

[ش (ذات شرف) مكان عال وقدر خطير، يجعل الناس يهتمون بها ويتألمون لفقدها].