باب: أفضل الاستغفار

-3-2 – باب: أفضل الاستغفار.

وقوله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} /نوح: 10 – 12/.

{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} /آل عمران: 135/.

5947 – حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا الحسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، حدثني بشير بن كعب العدوي قال: حدثني شداد بن أوس رضي الله عنه،

عن النبي ﷺ : (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بهاً، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة).


[ش (غفاراً) كثير المغفرة. (مدراراً) كثيراً متتابعا. من الدر. وهو نزول اللبن غزيراً من الضرع].

[ش (سيد الاستغفار) السيد في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في الأمور، وسيد القوم أفضلهم، ولما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة كلها استعير له هذا الاسم، لاسيما وقد ذكر الله تعالى فيه بأكمل الأوصاف، وذكر العبد بأضعف الحالات، وهذا أقصى غاية التضرع، ونهاية الاستكانة والخضوع لمن لا يستحق ذلك إلا هو سبحانه. (على عهدك ووعدك) ثابت ومستمر على الوفاء بما عاهدتك عليه ووعدتك بالقيام به، من صدق الإيمان بك، وحسن التوكل عليك وصالح الطاعة لك. (ما استطعت) قدر استطاعتي. (أعوذ) استجير وألتجئ. (أبوء) أقر وأعترف. (موقناً) مخلصاً من قلبه مصدقاً بعظيم ثوابها. (من أهل الجنة) السابقين، لأن الغالب بمن قالها موقناً بمضمونها أنه لا يعصي الله تعالى، أو لأن الله تعالى يشمله بعفوه ببركة هذا الاستغفار].