-3-2 – باب: حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم.
وقال ابن عمر والزُهري وإبراهيم: تقتل المرتدة.
وقال الله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البيِّنات والله لا يهدي القوم الظالمين. أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم. إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون} /آل عمران: 86 – 90/.
وقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردُّوكم بعد إيمانكم كافرين} /آل عمران: 100/.
وقال: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً} /النساء: 137/.
وقال: {من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلَّة على المؤمنين أعزَّة على الكافرين} /المائدة: 54/.
{ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين. أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون. لا جرم – يقول: حقاً – أنهم في الآخرة هم الخاسرون – إلى قوله – إن ربك من بعدها لغفور رحيم} /النحل: 106 – 110/.
{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} /البقرة: 217/.
6524 – حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال:
أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله ﷺ : (لا تعذِّبوا بعذاب الله). ولقتلتهم، لقول رسول الله ﷺ : (من بدَّل دينه فاقتلوه).
6525 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن قرَّة بن خالد: حدثني حميد بن هلال: حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى قال:
أقبلت إلى النبي ﷺ ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، ورسول الله ﷺ يستاك، فكلاهما سأل، فقال: (يا أبا موسى، أو: يا عبد الله بن قيس). قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل، فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت، فقال: (لن، أو: لا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى، أو يا عبد الله بن قيس، إلى اليمن). ثم أتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة، قال: انزل، وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهوَّد، قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يُقتل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات. فأمر به فقتل، ثم تذاكرا قيام الليل، فقال أحدهما: أما أنا فأقوم وأنام، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي.
[ش (استتابتهم) أي المرتدين. (البيِّنات) قامت الحجج والبراهين على ما جاء به رسول الله ﷺ . (ينظرون) يؤخرون عن العذاب. (ازدادوا كفراً) استمروا عليه إلى الممات. (الضالون) المنحرفون عن منهج الحق إلى الضلال والغي. (فريقاً) طائفة وفئة. (الذين أوتوا الكتاب) اليهود أو النصارى. (سبيلاً) مخرجاً وفرجاً مما هم فيه من حيرة وضلال، وطريقاً إلى الحق والرشاد. (أذلة على المؤمنين) يتواضعون لهم ويعطفون عليهم ويرحمونهم. (أعزة على الكافرين) يستعلون بإيمانهم على أهل الكفر والضلال. ولا يذلون لهم، ولا هوادة بينهم وبينهم. (شرح بالكفر صدراً) اعتقده وطابت به نفسه. (استحبوا) آثروا ورغبوا. (طبع) ختم عليها بحيث لا تدرك الحق ولا تسمعه ولا تبصره. (يقول حقاً) هذه تفسير لكلمة لا جرم، وليست من التلاوة. (إلى قوله) وتتمتها: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا} (فتنوا) عذبوا وأذوا ليتركوا دينهم. (حبطت) بطلت وذهب ثوابها].
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، رقم: 1733.
(يستاك) يدلك أسنانه بالسواك. (سأل) طلب الولاية. (يا أبا موسى) أي ما تقول؟ وما هذا الطلب. (قلصت) انزوت وارتفعت. (موثق) مربوط بقيد.
(في نومتي) بسبب نومي. (ما أرجو في قومتي) مثل ما أرجو في قيامي بالليل من الأجر].