باب: ما جاء في المتأولين

-3-8 – باب: ما جاء في المتأولين.

6537 – قال أبو عبد الله: وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول:

سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ﷺ ، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله ﷺ كذلك، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلَّم، ثم لبَّبْتُه بردائه أو بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله ﷺ ، قلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله ﷺ أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله ﷺ : (أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله ﷺ : (هكذا أنزلت). ثم قال رسول الله ﷺ : (اقرأ يا عمر). فقرأت، فقال: (هكذا أنزلت). ثم قال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).

6538 – حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا وكيع (ح). حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:

لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم). شق ذلك على أصحاب النبي ﷺ ، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله ﷺ : (ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}).

6539 – حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري: أخبرني محمود بن الربيع قال: سمعت عتبان بن مالك يقول:

غدا عليَّ رسول الله ﷺ ، فقال رجل: أين مالك بن الدخشن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق، لا يحب الله ورسوله، فقال النبي ﷺ : (ألا تقولونه: يقول لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله). قال: بلى، قال: (فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به، إلا حرَّم الله عليه النار).

6540 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن فلان قال: تنازع أبو عبد الرحمن وحبَّان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبَّان: لقد علمت ما الذي جرَّأ صاحبك على الدماء، يعني علياً، قال: ما هو لا أبا لك؟ قال: شيء سمعته يقوله، قال: ما هو؟ قال:

بعثني رسول الله ﷺ والزبير وأبا مرثد، وكلنا فارس، قال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج – قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة: حاج – فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فأتوني بها). فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله ﷺ ، تسير على بعير لها، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله ﷺ إليهم، فقلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئاً، فقال صاحبي: ما نرى معها كتاباً، قال:فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله ﷺ ، ثم حلف عليذ: والذي يحلف به، لتخرجنَّ الكتاب أو لأجرِّدنَّك، فأهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله ﷺ ، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فأضرب عنقه، فقال رسول الله ﷺ : (يا حاطب، ما حملك على ما صنعت). قال: يا رسول الله، ما لي أن لا أكون مؤمناً بالله ورسوله؟ ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع اللهبه عن أهله وماله، قال: (صدق، ولا تقولوا له إلا خيراً). قال: فعاد عمر فقال: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه، قال: (أو ليس من أهل بدر، وما يدريك، لعل الله اطَّلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد أوجبت لكم الجنة). فاغرورقت عيناه، فقال: الله ورسوله أعلم.

قال أبو عبد الله: خاخ أصح، ولكن كذا قال أبو عوانة: حاج، وحاج تصحيف، وهو موضع، وهشيم يقول: خاخ.


[ش (ألا تقولونه) تظنونه. (يوافي) يأتي. (به) بهذا القول بشرطه].

[ش (فلان) هو سعد بن عبيدة، تابعي، روى عن جماعة منهم ابن عمر والبراء رضي الله عنهم.

(قال: ماهو؟ قال: بعثني) أي قال حبَّان لأبي عبد الرحمن: ماهو؟ قال أبو عبد الرحمن: قال علي رضي الله عنه: بعثني.. فقال الثانية من عادتهم إسقاطها في الخط.

(قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة: حاج) أبو سلمة هو موسى بن إسماعيل شيخ البخاري. قال النووي: قال العلماء: هو غلط من أبي عوانة، وكأنه اشتبه عليه بمكان آخر يقال له: ذات حاج، وهو موضع بين المدينة والشام يسلكه الحاج، وأما روضة خاخ فإنها بين مكة والمدينة بقرب المدينة، وهو المقصود هنا.

(تصحيف) صحف الكلمة كتبها أو قرأها على غير صحتها لاشتباه في الحروف، وتصحفت الكلمة تغيرت إلى خطأ].