باب: كيف يبايع الإمام الناس

-3-43 – باب: كيف يبايع الإمام الناس.

6774 – حدنا إسماعيل: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد: أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت قال:

بايعنا رسول الله ﷺ على السمع و الطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم، أو: نقول بالحق حيثما كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم.

6775 – حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: خرج النبي ﷺ في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال:

(اللهم إنَّ الخير خير الآخرة  –  فاغفر للأنصار و المهاجرة).

فأجابوا:

نحن الذين بايعوا محمدا  –  على الجهاد ما بقينا أبدا

6776 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار،

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

كنَّا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما استطعتم).

 

6777 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب: إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله ما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّا بمثل ذلك.

6778 – حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هُشَيْم: أخبرنا سيَّار، عن الشعبيِّ، عن جرير بن عبد الله قال:

بايعت النبي ﷺ على السمع والطاعة، فلقَّنني:(فيما استطعت، والنصح لكلِّ مسلم).

6779 – حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال: لمَّا بايع الناس عبد الملك، كتب إليه عبد الله بن عمر: إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله فيما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بذلك.

6780 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم النبي ﷺ يوم الحديبيَّة؟ قال: على الموت.

6781 – حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك،

عن  الزُهريِّ: أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: أنَّ المسور بن مخرمة أخبره: أنَّ الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان، قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظتُ، فقال أراك نائماً، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم، انطلق فادعوا الزبير وسعداً، فدعوتهما له فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي علِيًّا، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل، ثم قام عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرَّق بينهما المؤذِّن بالصبح، فلما صلَّى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحَجَّة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهَّد عبد الرحمن ثم قال: أمَّا بعد يا عليُّ، إنِّي قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنَّة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس: المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون.


[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع، رقم: 1867.

(على السمع والطاعة) أن أسمع وأطيع فيما أومر به من المعروف. (فيما استطعتم) فيما يكون في طاقتكم ووسعكم، قاله ﷺ إشفاقاً عليهم ورحمة بهم.]

[ش (الرهط) ما دون العشرة من الرجال. (ولاهم) جعل أمر اختيار الخليفة إليهم، وهم: عثمان، وعلي، وطلحة بن عبيد الله، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقَّاص، رضي الله عنهم.قال الطبري: فلم يكن أحد من أهل الإسلام يومئذ له منزلتهم من الدين والهجرة والسابقةوالفضل، والعلم بسياسة الأمر [عيني]. (أنافسكم) أنازعكم. (الأمر) تولي الخلافة. (فمال الناس على عبد الرحمن) قصدوه كلهم بعضاً بعد بعض. (يطأ عقبه) يمشي خلفه، وهو كناية عن الإعراض. (طرقني) أتاني ليلاً. (هجع) قطعة من الليل، من الهجوع وأصله النوم في الليل خاصة. (ما اكتحلت) كناية عن النوم، أي ما دخل النوم جفن عيني كما يدخلها الكحل، (فناجاه) تكلم معه على انفراد سراً. (ابهارَّ الليل) انتصف، وبهرة كل شيء وسطه، وقيل معظمه. (على طمع) أي أن يوليه.(شيئاً) من المخالفة. (صلى للناس) صلى بهم إماماً. (أمراء الأجناد) هم معاوية أمير الشام، وعمير بن سعد أمير حمص، والمغيرة بن شعبة أمير الكوفة، وأبو موسى الأشعري أمير البصرة، وعمرو ابن العاص أمير مصر، رضي الله عنهم. (وافوا تلك الحجة) قدموا إلى مكة، فحجوا مع عمر رضي الله عنه ورافقوه إلى المدينة. (يعدلون بعثمان) يجعلون غيره مساوياً له ويرضون به. (فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً) أي شيئاً من الملامة إذا لم توافق الجماعة.]