-3-16 – باب: ما ذكر النبي ﷺ وحضَّ على اتِّفاق أهل العلم، وما اجتمع عليه الحرمان مكة والمدينة، وما كان بها من مشاهد النبي ﷺ والمهاجرين والأنصار، ومصلَّى النبي ﷺ والمنبر والقبر.
6891 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله السلمي:
أن أعرابياً بايع رسول الله ﷺ على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فجاء الأعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله ﷺ ، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله ﷺ : (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتَنْصَعُ طيِّبها).
6892 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد: حدثنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله قال: حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فلما كان آخر حجة حجها عمر، فقال عبد الرحمن بمنى: لو شهدتَ أمير المؤمنين أتاه رجل قال: إن فلاناً يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلاناً، فقال عمر: لأقومنَّ العشيَّة، فأحذِّر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم، قلت: لا تفعل،فإنَّ الموسم يجمع رعاع الناس، يغلبون على مجلسك، فأخاف أن لا ينزِّلوها على وجهها، فيطير بها كلُّ مُطِير، فأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنَّة، فتخلص بأصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار، فيحفظوا مقالتك وينزِّلوها على وجهها، فقال: والله لأقومنَّ به في أول مقام أقومه بالمدينة. قال ابن عباس: فقدمنا المدينة، فقال: إن الله بعث محمداً ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل آية الرجم.
6893 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن أيوب، عن محمد قال:
كنا عند أبي هريرة، وعليه ثوبان ممشَّقان من كتَّان، فتمخَّط، فقال: بخٍ بخٍ، أبو هريرة يتمخَّط في الكتَّان، لقد رأيتني وإني لأخرُّ فيما بين منبر رسول الله ﷺ إلى حجرة عائشة مغشيًّا عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، ومابي من جنون، ما بي إلا الجوع.
6894 – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس قال:
سئل ابن عباس: أشهدت العيد مع النبي ﷺ ؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر، فأتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذاناً ولا إقامة، ثم أمر بالصدقة، فجعل النساء يشرن إلى آذانهنَّ وحلوقهنَّ، فأمر بلالاً فأتاهنَّ، ثم رجع إلى النبي ﷺ .
6895 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي ﷺ كان يأتي قباء ماشياً وراكباً.
6896 – حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
قالت لعبد الله بن الزبير: ادفنِّي مع صواحبي، ولا تدفنِّي مع النبي ﷺ في البيت، فإني أكره أن أزكَّى.
6897 – وعن هشام، عن أبيه:
أن عمر أرسل إلى عائشة: ائذني لي أن أدفن مع صاحبيَّ، فقالت: إي والله، قال: وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة قالت: لا والله، لا أوثرهم بأحد أبداً.
6898 – حدثنا أيوب بن سليمان: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ كان يصلي العصر، فيأتي العوالي، والشمس مرتفعة.
وزاد الليث، عن يونس: وبعد العوالي أربعة أميال أو ثلاثة.
6899 – حدثنا عمرو بن زرارة: حدثنا القاسم بن مالك، عن الجعيد: سمعت السائب بن يزيد يقول:
كان الصاع على عهد النبي ﷺ مداً وثلثاً بمدِّكم اليوم، وقد زيد فيه.
سمع القاسم بن مالك الجعيد.
6900 – حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله ﷺ قال: (اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومدِّهم). يعني أهل المدينة.
6901 – حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر:
أن اليهود جاؤوا إلى النبي ﷺ برجل وامرأة زنيا، فأمر بهما فرجما، قريباً من حيث توضع الجنائز عند المسجد.
6902 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن عمرو، مولى المطَّلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ طلع له أحد، فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إنَّ إبراهيم حرَّم مكة، وإني أحرِّم ما بين لابتيها).
تابعه سهل، عن النبي ﷺ في أحد.
6903 – حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا أبو غسان: حدثني أبو حازم، عن سهل:
أنه كان بين جدار المسجد مما يلي القبلة وبين المنبر ممر الشاة.
6904 – حدثنا عمرو بن علي: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).
6905 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله قال:
سابق النبي ﷺ بين الخيل، فأرسلت التي ضمِّرت منها، وأمدها إلى الحفياء إلى ثنيَّة الوداع، والتي لم تضمَّر، أمدها ثنيَّة الوداع إلى مسجد بني زريق، وإن عبد الله كان فيمن سابق.
6906 – حدثنا قتيبة، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر (ح). وحدثني إسحق: أخبرنا عيسى، وابن إدريس، وابن أبي غنيَّة، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
سمعت عمر على منبر النبي ﷺ .
6907 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني السائب بن يزيد:
سمع عثمان بن عفان خطيباً على منبر النبي ﷺ .
6908 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا هشام بن حسان: أن هشام بن عروة حدثه: عن أبيه: أن عائشة قالت:
كان يوضع لي ولرسول الله ﷺ هذا المركن، فنشرع فيه جميعاً.
6909 – حدثنا مسدد: حدثنا عبَّاد بن عبَّاد: حدثنا عاصم الأحول، عن أنس قال:
حالف النبي ﷺ بين الأنصار وقريش في داري التي بالمدينة، وقنت شهراً يدعو على أحياء من بني سُليم.
6910 – حدثني أبو كُريب: حدثنا أبو أسامة: حدثنا بُريد، عن أبي بُردة قال:
قدمت المدينة، فلقيني عبد الله بن سلام، فقال لي: انطلق إلى المنزل، فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله ﷺ ، وتصلي في مسجد صلى فيه النبي ﷺ . فانطلقت معه، فأسقاني سويقاً، وأطعمني تمراً، وصليت في مسجده.
6911 – حدثنا سعيد بن الربيع: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير: حدثني عكرمة، عن ابن عباس: أن عمر رضي الله عنه حدثه قال:
حدثني النبي ﷺ قال: (أتاني الليلة آت من ربي، وهو بالعقيق، أن صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة وحَجَّة).
وقال هارون بن إسماعيل: حدثنا علي: (عمرة في حَجَّة).
6912 – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر:
وقَّت النبي ﷺ قرناً لأهل نجد، والجحفة لأهل الشأم، وذا الحُلَيفة لأهل المدينة. قال: سمعت هذا من النبي ﷺ ، وبلغني أن النبي ﷺ قال: (ولأهل اليمن يَلَمْلَمْ). وذُكِر العراق، فقال: لم يكن عراق يومئذ.
6913 – حدثنا عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا الفضيل: حدثنا موسى بن عقبة: حدثني سالم بن عبد الله، عن أبيه،
عن النبي ﷺ : أنه أري وهو في معرَّسه بذي الحليفة، فقيل له: إنك ببطحاء مباركة.
[ش (ممشقان) مصبوغان بالمشق وهو الطين الأحمر. (كتان) نبات تتخذ من أليافه المنسوجة الثياب. (بخ بخ) كلمة تقال عند الرضا والإعجاب.
(لأخر) لأسقط. (فيضع رجله) خشية أن أصيب أحداً بأذى على ظنه].
[ش (يشرن..) أي يأخذن ما فيها من الحلي ويتصدقن بها. (فأتاهن) أتى مكانهن ليجمع ما تصدقن به].
[ش (المركن) وعاء يغسل فيه الثياب ويغتسل منه. (فنشرع فيه جميعاً) نمد أيدينا فيه لأخذ الماء منه معاً].
[ش (حالف) عاقد وعاهد على المساعدة والتعاضد. (قنت) دعا في صلاته].
[ش (وقل عمرة وحجة) وفي رواية بالنصب، أي قل: نويت عمرة وحجة].