اب: الأحكام التي تعرف بالدلائل، وكيف معنى الدلالة وتفسيرها

-3-24 – باب: الأحكام التي تعرف بالدلائل، وكيف معنى الدلالة وتفسيرها.

وقد أخبر النبي ﷺ أمر الخيل وغيرها، ثم سئل عن الحمر، فدلهم على قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره}.

وسئل النبي ﷺ عن الضبِّ، فقال: (لا آكله ولا أحرِّمه). وأكل على مائدة النبي ﷺ الضبُّ، فاستدل ابن عباس بأنه ليس بحرام.

6923 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمَّان، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله ﷺ قال: (الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر: فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طِيَلِها ذلك من المرج والروضة كان له حسنات، ولو أنها قطعت طِيَلَها، فاستنَّت شرفاً أوشرفين، كانت آثارها وأوراثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له، وهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً، ولم ينسَ حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر. ورجل ربطها فخراً ورياء، فهي على ذلك وزر).

وسئل رسول الله ﷺ عن الحمر، قال: (ما أنزل الله عليَّ فيها إلا هذه الآية الفاذَّة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرَّة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرَّة شراً يره}.

6924 – حدثنا يحيى: حدثنا ابن عيينة، عن منصور بن صفيَّة، عن أمه، عن عائشة: أن امرأة سألت النبي ﷺ .

حدثنا محمد، هو ابن عقبة: حدثنا الفضيل بن سليمان النميري البصري: حدثنا منصور بن عبد الرحمن ابن شيبة: حدثتني أمي، عن عائشة رضي الله عنها:

أن امرأة سألت النبي ﷺ عن الحيض، كيف تغتسل منه؟ قال: (تأخذين فرصة ممسَّكة، فتتوضئين بها). قالت: كيف أتوضأ بها يا رسول الله؟ قال النبي ﷺ : (توضئي). قالت: كيف أتوضأ بها يا رسول الله؟ قال النبي ﷺ : (توضئين بها). قالت عائشة: فعرفت الذي يريد رسول الله ﷺ فجذبتها إليَّ فعلمتها.

6925 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن أم حفيد بنت الحارث بن حزن: أهدت إلى النبي ﷺ سمناً وأقِطاً وأضبًّا، فدعا بهن النبي ﷺ ، فأكلن على مائدته، فتركهنَّ النبي ﷺ كالمتقذِّر لهنَّ، ولو كنَّ حراماً ما أكِلْنَ على مائدته، ولا أمر بأكلهنَّ.

6926 – حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال:

قال النبي ﷺ : (من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته). وإنه أتي ببدر، قال ابن وهْب: يعني طبقاً، فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحاً، فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول، فقال: (قرِّبوها). فقرَّبوها إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كره أكلها قال: (كل فإني أناجي من لا تناجي).

وقال ابن عفير، عن ابن وهب: بقدر فيه خضرات، ولم يذكر الليث وأبو صفوان، عن يونس: قصة القدر، فلا أدري هو من قول الزُهري أو في الحديث.

6927 – حدثني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم: حدثنا أبي وعمي قالا: حدثنا أبي، عن أبيه: أخبرني محمد بن جبير، أن أباه جبير بن مطعم أخبره:

أن امرأة أتت رسول الله ﷺ فكلمته في شيء، فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر).

زاد الحميدي، عن إبراهيم بن سعد: كأنها تعني الموت.


[ش (ابن شيبة) تكتب كلمة ابن شيبة هكذا بالألف، لأن شيبة جد منصور لأمه، وليس هو أبا أبيه عبد الرحمن، واسم أمه صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي رضي الله عنه [فتح]. (فتتوضئين بها) تتنظفين وتتطهرين].