باب: قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} /سبأ: 23/: ولم يقل: ماذا خلق ربكم

-3-32 – باب: قول الله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} /سبأ: 23/: ولم يقل: ماذا خلق ربكم.

وقال جل ذكره: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} /البقرة: 255/.

وقال مسروق، عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئاً، فإذا فُزِّعَ عن قلوبهم وسكن الصوت، عرفوا أنه الحق ونادوا: (ماذا قال ربكم قالوا الحق}. ويذكر عن جابر، عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ كما يسمعه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديَّان).

7043 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة،

يبلغ به النبي ﷺ ، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان – قال علي: وقال غيره: صفوان يَنْفُذُهم ذلك – فإذا: {فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}).

قال علي: وحدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، بهذا.

قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة: حدثنا أبو هريرة.

قال علي: قلت لسفيان: قال سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم، قلت لسفيان: إن إنساناً روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه: أنه قرأ: {فُرِّغَ}. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا؟ قال سفيان: وهي قراءتنا.

7044 – حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه كان يقول:

قال رسول الله ﷺ : (ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي ﷺ يتغنى بالقرآن). وقال صاحب له: يريد: أن يجهر به.

7045 – حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قال النبي ﷺ : (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثاً إلى النار).

7046 – حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد أمره الله أن يبشِّرها ببيت من الجنة. 


[ش (فزع) أزيل عنهم الخوف. (ولم يقل..) غرض البخاري من هذا الرد على الفرق الضالة التي نفت عن الله تعالى أنه متكلم، وقالوا: معنى كلامه سبحانه أنه خالق الكلام في اللوح المحفوظ. والقول الحق الذي هو قول أهل السنة: أنه سبحانه متكلم، وكلامه قديم قائم بذاته تعالى، ولا يشبه كلام المخلوقين. (الديان) المحاسب المجازي الذي لا يضيع عمل عامل]

[ش (ينفذهم ذلك) أي ينفذ الله تعالى ذلك الأمر أو القول إلى الملائكة. (فرغ) من قولهم: فرغ الزاد، إذا لم يبق منه شيء. (قراءتنا) وهي قراءة شاذة].

[ش (له) لأبي هريرة رضي الله عنه. (يريد..) أي أراد بالتغني الجهر بقراءة القرآن وتحسين الصوت به].