باب: الصلاة في السطوح والمنبر والخشب

-3- 17 – باب: الصلاة في السطوح والمنبر والخشب.

-قال أبو عبد الله: ولم ير الحسن بأسا أن يصلي على الجمد والقناطر، وإن جرى تحتها بول، أو فوقها، أو أمامها، إذا كان بينهما سترة. وصلى أبو هريرة على سقف المسجد بصلاة الإمام. وصلى ابن عمر على الثلج.

370 – حدثنا علي بنعبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أبوحازم قال: سألوا سهل بن سعد:

من أي شيء المنبر؟ فقال: ما بقي بالناس أعلم مني، هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة، لرسول الله ﷺ ، وقام عليه رسول الله ﷺ حين عمل ووضع، فاستقبل القبلة، كبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم ركع ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه.

قال أبو عبد الله: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل رحمه الله عن هذا الحديث قال: فإنما أردت، أن النبي ﷺ كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال: فقلت: إن سفيان بن عيينة، كان يسأل عن هذا كثيرا، فلم تسمعه منه؟ قال: لا.

 

371 – حدثنا محممد بن عبد الرحيم قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك:

أن رسول الله ﷺ سقط عن فرسه، فجحشت ساقه، أو كتفه، وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له، درجتها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسا وهو قيام، فلما سلم قال:(إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما). ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله، إنك آليت شهرا؟ فقال: (إن الشهر تسع وعشرون).


[ش (الجمد) هو الماء الجليد المتجمد من شدة البرد، وقيل: المكان الصلب المرتفع. (القناطر) جمع قنطرة وهي الجسر، وكذلك كل ما ارتفع من البنيان. (سترة) حاجز].

[ش أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب: جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة، رقم: 544.

(من أي شيء المنبر) من أي عود صنع. (أ’لممني) أي بصنعه ومما صنع.(أثل) شجر لا شوك له، خشبه جيد وورقه يغسل به. (الغابة) موضع قرب المدينة. (فلان) اسمه ميمون. (فلانة) قيل: اسمها عائشة الأنصارية. (القهقرى) الرجوع إلى الخلف. (شأنه) أي ما كان من أمرالمنبر. (بهذا الحديث) أي بدلالة هذا الحديث. (قال: فقلت) أي قال علي بن المديني لأمد بن حنبل، رحمهما الله تعالى].

[ش (فجحشت) خدش جلدها، وقد أصابه ﷺ مع ذلك رض في الأعضاء وتوجع، منعه من القيام في الصلاة. (آلى) حلف ألا يدخل عليهن. (مشربة) غرفة. (جذوع) جمع جذع، وهي ساق النخل. (ليؤتم به) يقتدى به وتتبع أفعاله].