-3-38- باب: السمر في الفقه والخير بعد العشاء.
575 – حدثنا عبد الله بن الصباح قال: حدثنا أبو علي الحنفي: حدثنا قرة بن خالد قال:
انتظرنا الحسن، وراث علينا، حتى قربنا من وقت قيامه، فجاء فقال: دعانا جيراننا هؤلاء، ثم قال: قال أنس: نظرنا إلى النبي ﷺ ذات ليلة، حتى كان شطر الليل يبلغه، فجاء فصلى لنا، ثم خطبنا فقال: (ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة).
قال الحسن: وإن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير. قال مرة: هو من حديث أنس، عن النبي ﷺ .
[ر: 546].
576 – حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو بكر بن أبي حثمة:
أن عبد الله بن عمر قال: صلى النبي ﷺ صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم، قام النبي ﷺ فقال: (أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة، لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد). فوهل الناس في مقالة رسول الله ﷺ ، إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث، عن مائة سنة، وإنما قال النبي ﷺ : (لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض). يريد بذلك أنها تحرم ذلك القرن.
[ر: 116].
[ش (الحسن) أي البصري. (راث) أبطأ. (وقت قيامه) من النوم للتهجد، أو من المسجد لأجل النوم. (نظرنا) انتظرنا. (شطر) نصف. (يبلغه) وصل إليه أو قاربه].
[ش (فوهل الناس) غلطوا في التأويل، وذهب وهمهم إلى خلاف الصواب. (من هذه الأحاديث) التي كانت مشهورة عندهم، ومنها ظنهم أن العالم ينقرض بعد مضي مائة سنة من قوله ﷺ . (تحرم ذلك القرن) تهلك القرن الذي هو فيه، وهو كل من كان موجودا عندما قال مقالته.