باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة

 

 

 

-3- 18 – باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.

646 – حدثنا إسحق بن نصر قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى قال:

 مرض النبي ﷺ فاشتد مرضه، فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس). قالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس. قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس). فعادت فقال: (مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف). فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة النبي ﷺ .

647 – حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:

 إن رسول الله ﷺ قال في مرضه: (مروا أبا بكر يصلي بالناس). قالت عائشة: قلت: إن أبا بكر إذا قام مقامك، لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس. فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك، لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله ﷺ : (مه، إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس). قالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا.

[ر: 195].

648/649 – حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال:

 أخبرني أنس بن مالك الأنصاري، وكان تبع النبي ﷺ ، وخدمه وصحبه: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي ﷺ الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين، وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي ﷺ ستر الحجرة، ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة محصف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتن من الفرح برؤية النبي ﷺ ، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي ﷺ خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي ﷺ : (أن أتموا صلاتكم). وأرخى الستر، فتوفي من يومه.

649- حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا عبد العزيز، عن أنس قال:

 لم يخرج النبي ﷺ ثلاثا، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدم، فقال نبي الله ﷺ بالحجاب فرفعه، فلما وضح وجه النبي ﷺ ، ما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجه النبي ﷺ حين وضح لنا، فأومأ النبي ﷺ بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وارخى النبي ﷺ الحجاب، فلم يقدر عليه حتى مات.

650 – حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله: أنه أخبره عن أبيه قال:

 لما اشتد برسول الله ﷺ وجعه، قيل له في الصلاة، فقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس). قالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: (مروه فليصلي). فعاودته، قال: (مروه فيصلي، إنكن صواحب يوسف).

تابعه الزبيدي، وابن أخي الزهري، وإسحق بن يحيى الكلبي، عن الزهري.

وقال عقيل، ومعمر، عن الزهري، عن حمزة، عن النبي ﷺ .

[ر: 195].


[ش أخرجه مسلم في الصلاة، باب: استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، رقم: 420.

(رقيق) أي القلب. (الرسول) الذي أرسله رسول الله ﷺ وهو بلال رضي الله عنه]

[ش (مه) اكففي عن هذا الكلام. (لأصيب منك خيرا) أي كلما وافقتك في شيء أوقعتني في ورطة لا أحسن التخلص منها، فلا ينالني خير بسببك].

[ش أخرجه مسلم في الصلاة، باب: استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، رقم: 419.

(ورقة مصحف) من حيث رقة ا لجلد وصفاء البشرة والجمال. (فهممنا) كدنا وعزمنا. (نفتتن) بأن نخرج من الصلاة. (فنكص) رجع إلى الوراء].

[ش (فقال نبي الله ﷺ بالحجاب) أي أخذ الستر. (فلم يقدر عليه) لم يستطع المشي].