-3- 35 – باب: رثى النبي ﷺ خزامة بن سعد.
1233 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال:
كان رسول الله ﷺ يعودني عام حجة الوداع، من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟ فقال: (لا). ثم قال: (الثلث والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تتبغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك). فقلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). يرثي له رسول الله ﷺ أن مات بمكة.
[ر: 56].
[ش أخرجه مسلم في الوصية، باب: الوصية بالثلث، رقم: 1628.
(يعودني) يزروني في مرضي. (بلغ بي من الوجع) وصل أثر الوجع نهايته. (ذو مال) عندي مال كثيرر. (الشطر) النصف. (عالة) فقراء. (يتكففون) يطلبون الصدقة من أكف الناس. (أخلف بعد أضحابي) أبقى في مكة وينصرف معك أصحابي من المهاجرين، وكان مرضه في مكة. (أن تخلف) يطول عمرك، أي لن تموت بمكة، وهذا من إخباره بالمغيبات ﷺ . (اللهم امض لأصحابي هجرتهم) أتممها لهم ولا تنقصها عليهم، فيرجعون إلى المدينة، من الإمضاء، وهو النفاذ. (لا تردهم على أعقابهم) بترك هجرتهم ورجوعهم عن مستقيم حالهم، فيخيب قصدهم. (البائس) المسكين. (يرثي له) يرق له ويترحم عليه].