باب: من لم يظهر حزنه عند المصيبة

-3- 40 – باب: من لم يظهر حزنه عند المصيبة.

-وقال محمد بن كعب القرظي: الجزع القول السيء والظن السيء، وقال يعقوب عليه السلام: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} /يوسف: 86/.

1239 – حدثنا بشر بن الحكم: حدثنا سفيان بن عيينة: أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:

 اشتكى ابن لأبي طلحة، قال: فمات وأبو طلحة خارج، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيأت شيئا، ونحته في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح. وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي ﷺ ، ثم أخبر النبي ﷺ بما كان منهما، فقال رسول الله ﷺ : (لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما).

قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد، كلهم قد قرأ القرآن.

[5153].


[ش (الجزع..) أي أن يوقل قولا سيئا يبعث فيه الحزن، ويظن سيئا كاليأس من تعويض المصاب ما هو أنفع. (بثي) شدة حزني].

[ش أخرجه مسلم فب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي طلحة الأنصاري، رقم: 2144.

(اشتكى) مرض. (هيأت شيئا) أعدت طعاما أصلحته، أو أصلحت حالها وتزينت تعرضا للجماع. (نحته) جعلته في جانب البيت بحيث لا يرى لأول وهلة. (هدأت نفسه) سكنت، وأرادت بالموت، وظن هو بالنوم لوجود العافية. (صادقة) بالنسبة لما فهمه. (اغتسل) أي من الجنابة، وهو كناية عن أنه جامع أهله تلك الليلة. (رجل) عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج. (لهما) من ولدهما عبد الله الذي حملت به تللك الليلة، ودعا لهما النبي ﷺ بالبركة فيها. (قرأ القرآن) حفظه وختمه].