باب: موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله

 

-3- 81 – باب: موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله.

-{يخرجون من الأجداث} /المعارج: 43/: الأجداث القبور. “بعثرت” /الانفطار: 4/: أثيرت، بعثرت حوضي أي جعلت أسفله أعلاه. الإيفاض الإسراع. وقرأ الأعمش: “إلى نصب” /المعارج: 43/: إلى شيء منصوب يستبقون إليه، والنصب واحد، والنصب مصدر. “يوم الخروج” /ق: 43/: من القبور. “ينسلون” /يسن: 51/: يخرجون.

1296 – حدثنا عثمان قال: حدثني جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال:

كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي ﷺ ، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: (ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة). فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: (أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة). ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى}. الآية.


[ش (الإيفاض) يشير إلى معنى قوله تعالى: {كأنهم إلى نصب يوفضون}. ونصب ونصب بمعنى، وهما قراءتان متواترتان].

[ش أخرجه مسلم في القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه ورزقه..، رقم: 2647.

(بقيع الغرقد) مقبرة أهل المدينة، والبقيع موضع من الأرض فيه أصول شجر، والغرقد شجر له شوك كان ينبت في ذلك المكان بكثرة فأضيف إليه. (مخصرة) ما يتوكأ عليه من عصا وغيرها. (فنكس) خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض. (ينكت) يضرب في الأرض. (منفوسة) مخلوقة. (كتب) قدر وعين. (نتكل على كتابنا) نعتمد على ما قدر علينا. (أعطى واتقى) أعطى الطاعة واتقى المعصية، أي جاهد نفسه فبذل الطاعة واجتنب المعصية. (الآية) أي وما بعدها: /الليل: 5 – 10/. وستأتي الآيات وشرحها في روايات الحديث.