باب: خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر

-3- 35 – باب: خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

-وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا. وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ ، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل، ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلامنافق. وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة، لقول الله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} /آل عمران: 135/.

48 – حدثنا محمد بن عرعرة قال: حدثنا شعبة، عن زبيد قال: سألت أبا وائل عن المرجئة فقال: حدثني عبد الله:

أن النبي ﷺ قال: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر).

 

49 – أخبرنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس قال: أخبرني عبادة بن الصامت:

أن رسول الله ﷺ خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: (إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس).


[ش (مكذبا) روي بفتح الذال المشددة، أي يكذبني من رأى عملي مخالفا لقولي، وروي بكسرها، أي لم أبلغ غاية العمل، فإني أكذب نفسي. (ما خافه) أي ما خاف الله تعالى. (يصروا) يستمروا].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان قول النبي ﷺ : سباب المسلم، رقم: 64.

(المرجئة) الفرقة الملقبة بذلك، من الإرجاء وهو التأخير، سموا بذلك لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية. (سباب المسلم) شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه ويؤذيه. (فسوق) فجور وخروج عن الحق. (كفر) أي إن استحله. والمراد: إثبات ضرر المعصية مع وجود الإيمان].

[ش (لأخبركم بليلة القدر) أي بتعيين ليلتها. (فتلاحى) تنازع وتخاصم. (فلان وفلان) عبد الله بن أبي حدرد وكعب بن مالك رضي الله عنهما. (فرفعت) فرفع تعيينها عن ذكري. (عسى أن يكون) رفعها (خيرا لكم) حتى تجتهدوا في طلبها، فتقوموا أكثر من ليلة. (التمسوها) اطلبوها وتحروها].