باب: إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله

-3- 13 – باب: إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله.

-ولم ير ابن عباس وأنس بالذبح بأسا، وهو غير الصيد، نحو الإبل والغنم والبقر والدجاج والخيل.

يقال: عدل ذلك مثل، فإذا كسرت عدل فهو زنة ذلك.

{قياما} /المائدة: 97/: قواما. {يعدلون} /الأنعام: 1/: يجعلون عدلا.

1725 – حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة قال:

انطلق أبي عام الحديبية، فأحرم أصحابه ولم يحرم، وحدث النبي ﷺ أن عدوا يغزوه بغيقة، فانطلق النبي ﷺ ، فبينما أنا مع أصحابه تضحك بعضهم على بعض، فنظرت فإذا أنا بحمار وحش، فحملت عليه فطعنته فأثبته، واستعنت بهم فأبوا أن يعينوني، فأكلنا من لحمه، وخشينا أن نقتطع، فطلبت النبي ﷺ ، أرفع فرسي شأوا وأسير شأوا، فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل، قلت: أين تركت النبي ﷺ ؟. قال: تركته بتعهن، وهو قايل السقيا، فقلت: يا رسول الله، إن أهلك يقرؤون عليك السلام ورحمة الله، إنهم قد خشوا أن يقتطعوا دونك فانتظرهم. قلت: يا رسول الله، أصبت حمار وحش، وعندي منه فاضلة؟ فقال للقوم: (كلوا). وهم محرمون.


[ش (يقال عدل..) تفسير لقوله تعالى: {عدل ذلك صياما}. (زنة) أي موازنة في القدر. (قياما) اللفظ من قوله تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس}: أي سببا لاستقامة أمرهم وحالهم. (يعدلون) من قوله تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}: أي يجعلون غير الله تعالى نظيرا له].

[ش أخرجه مسلم في الحج، باب: تحريم الصيد للمحرم، رقم: 1196.

(عام الحديبية) العام الذي حصل فيه صلح الحديبية. (بغيقة) موضع بين مكة والمدينة. (فبينما أنا) المتكلم هو أبو قتادة رضي الله عنه. (تضحك) ضحك تعجبا لما رأى. (فأثبته) جعلته ثابتا في مكانه لا يتحرك منه، أي قتلته. (نقتطع) يقطعنا العدو عن رسول الله ﷺ ويحول بيننا وبينه. (فطلبت) خرجت أطلبه وأسعى وراءه. (أرفع فرسي) أجريه وأسرعه في السير. (شأوا) تارة، والشأو الغاية. (بتعهن) اسم لعين ماء في طريق مكة. (قايل السقيا) عازم أن يقيل في السقيا، من القيلولة وهي النوم وقت الظهيرة، والسقيا قرية بين مكة والمدينة. (أهلك) أصحابك. (فاضلة) قطعة قد فضلت منه وبقيت معي].