-3- 10 – باب: المدينة تنفي الخبث.
1784 – حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه:
جاء أعرابي النبي ﷺ فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموما، فقال: أقلني، فأبى، ثلاث مرات، فقال: (المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبها).
1785 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله ابن يزيد قال: سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول:
لما خرج النبي ﷺ إلى أحد، رجع ناس من أصحابه، فقالت فرقة: نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت: {فما لكم في المنافقين فئتين}. وقال النبي ﷺ : (إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد).
1786 – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا أبي: سمعت يونس، عن ابن شهاب، عن أنس رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة).
تابعه عثمان بن عمر، عن يونس.
1787 – حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها، من حبها.
[ش (محموما) من الحمى وهي المرض مع السخونة. (أقلني) من الإقالة وهي فسخ ما أبرم من عقد أو عهد. (تنفي خبثها) تخرج أشرار الناس منها. (ينصع طيبها) من النصوع وهو الخلوص، والناصع الخالص، والمعنى: يطيب هواؤها وينظف لمن رغب بالسكنى فيها]
[ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم، رقم: 2776.
(ناس) هم عبد الله بن أبي ابن سلول ومن معه من المنافقين وهو رأسهم. (نقتلهم) نقتل الذين رجعوا، لأن رجوعهم أثبت نفاقهم. (فئتين) تفرقتم إلى فرقتين. /النساء: 88/. (تنفي الرجال) تظهرهم وتميزهم وتخرج الأشرار من بينهم].
[ش أخرجه مسلم في الحج، باب: فضل المدينة ودعاء النبي ﷺ فيها بالبركة، رقم: 1369.
(البركة) كثرة الخير، والمراد البركة الدنيوية في سعة الرزق وهناءة العيش].