-3- 11 – باب: شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره، وما يعرف بالأصوات.
وأجاز شهادته قاسم والحسن وابن سيرين والزهري وعطاء.
وقال الشعبي: تجوز شهادته إذا كان عاقلا.
وقال الحكم: رب شيء تجوز فيه.
وقال الزهري: أرأيت ابن عباس لو شهد على شهادة أكنت ترده؟.
وكان ابن عباس يبعث رجلا إذا غابت الشمس أفطر، ويسأل عن الفجر، فإذا قيل له طلع صلى ركعتين.
وقال سليمان بن يسار: استأذنت على عائشة فعرفت صوتي، قالت: سليمان، ادخل، فإنك مملوك ما بقي عليك شيء.
وأجاز سمرة بن جندب شهادة امرأة منتقبة.
2512 – حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
سمع النبي ﷺ رجلا يقرأ في المسجد، فقال: (رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطتهن من سورة كذا وكذا).
وزاد عباد بن عبد الله، عن عائشة: تهجد النبي ﷺ في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقال: (يا عائشة، أصوت عباد هذا). قلت: نعم، قال: (اللهم ارحم عبادا).
2513 – حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة: أخبرنا ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال النبي ﷺ : (إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا – حتى يؤذن، أو قال – حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم). وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى، لا يؤذن حتى يقول له الناس: أصبحت.
2514 – حدثنا زياد بن يحيى: حدثنا حاتم بن وردان: حدثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال:
قدمت إلى النبي ﷺ أقبية، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا، فقام أبي على الباب، فتكلم، فعرف النبي ﷺ صوته، فخرج النبي ﷺ ومعه قباء، وهو يريه محاسنه، وهو يقول: (خبأت هذا لك، خبأت هذا لك).
[ش (عاقلا) فطنا، يدرك الأمور بالقرائن. (رب..) يتسامح بشهادة الأعمى في الأشياء التي يكون فيها التخفيف والمسامحة. (ابن عباس) أي بعد ما
عمي في آخر حياته. (ما بقي..) أي من مال الكتابة، وهي أن يتعاقد المملوك مع سيده على أن يؤدي له قدرا من المال، فإذا أداه أصبح حرا. (منتقبة) قد وضعت النقاب على وجهها، والنقاب، ما يغطى به الوجه].
[ش (أسقطتهن) نسيتهن. (عباد) بن بشر. (تهجد) من الهجود، وهو الصلاة في الليل بعد النوم، ويطلق الهجود على النوم وتركه].