-3- 9 – باب: قول النبي ﷺ للحسن بن علي رضي الله عنهما: (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين).
وقوله جل ذكره: {فأصلحوا بينهما} /الحجرات: 9/.
2557 – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول:
استقبل والله الحسن بن علي بن معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو ابن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية – وكان الله خير الرجلين – أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبد شمس، عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه، فتكلما وقالا له، فطلبا إليه، فقال لهما الحسن ابن علي: إنا بنو عبد المطلب، قد أصبنا من هذاالمال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به، فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله ﷺ على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
[ش (بكتائب) جمع كتيبة وهي الجيش، ويقال: الكتيبة ما جمع بعضها إلى بعض. (أقرانها) جمع قرن وهو الكفء والنظير في الشجاعة والحرب. (خير الرجلين) من كلام الحسن البصري، وقع معترضا بين قوله: قال له معاوية، وبين قوله: أي عمرو، وأراد بالرجلين معاوية وعمرا، وأراد بخيرهما معاوية، وقال ذلك لأن عمرا كان أشد من معاوية في الخلاف مع الحسن بن علي، رضي الله عنهم أجمعين. (بضيعتهم) أي من يقوم بأطفالهم وضعفائهم، الذين لو تركوا بحالهم لضاعوا، لعدم قدرتهم على الاستقلال بالمعاش. (أصبنا من هذا المال) أي أيام الخلافة حصل لدينا مال كثير، وصارت عادتنا الإنفاق على الأهل والحاشية، فإن تركنا هذا الأمر قطعنا عادتنا. (عاثت) قتل بعضها بعضا، فلا يكفون إلا بالمال. (فمن لي بهذا) يتكفل لي بالذي تذكرانه. (ابني) المراد ابن ابنته، ويطلق على ولد الولد أنه ابن].