-3- 21 – باب: قول الله تعالى:
{وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا. وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} /النساء: 2، 3/.
2612 – حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: كان عروة بن الزبير يحدث:
أنه سأل عائشة رضي الله عنها: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}. قالت: هي اليتيمة في حجر وليها، فيرغب في جمالها ومالها، ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا عن نكاحهن، إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء.
قالت عائشة: ثم استفتى الناس رسول الله ﷺ بعد، فأنزل الله عز وجل: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن}. قالت: فبين الله في هذه أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال ورغبوا في نكاحها، ولم يلحقوها بسنتها بإكمال الصداق، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء، قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها، إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق، ويعطوها حقها.
[ش (آتوا) أعطوا. (اليتامى) الصغار الذين لا أب لهم. (أموالهم) التي كانت في أيديكم وتحت وصايتكم، وذلك إذا بلغوا الحلم راشدين. (تتبدلوا الخبيث بالطيب) لا تأخذوا الحرام بدل الحلال، وذلك بأخذكم الجيد من مال اليتيم، وإعطائكم بدله الردئ من أموالكم. (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) لا تخلطوها بها فتأكلوها جميعا. (حوبا) ذنبا. (تقسطوا) تعدلوا. (في اليتامى) في الزواج باليتيمات. (فانكحوا ما طاب لكم) فاتركوا الزواج باليتيمات، وتزوجوا من حلت لكم ومن رغبتم من غيرهن من النساء].