باب: فضل الجهاد والسير

-3- 1 – باب: فضل الجهاد والسير.

وقول الله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة لهم يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به – إلى قوله – وبشر المؤمنين} /التوبة: 111، 112/.

قال ابن عباس: الحدود الطاعة.

2630 – حدثنا الحسن بن صباح: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت الوليد بن العيزار: ذكر عن أبي عمرو الشيباني قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

 سألت رسول الله ﷺ ، قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: (الصلاة على ميقاتها). قلت: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله). فسكت عن رسول الله ﷺ ، ولو استزدته لزادني.

2631 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا سفيان قال: حدثني منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

 قال رسول الله ﷺ : (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا).

2632 – حدثنا مسدد: حدثنا خالد: حدثنا حبيب بن أبي عمرة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

 يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: (لكن أفضل الجهاد حج مبرور).

2633 – حدثنا إسحاق بن منصور: أخبرنا عفان: حدثنا همام: حدثنا محمد بن جحادة قال: أخبرني أبو حصين: أن ذكوان حدثه: أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه قال:

 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: (لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر). قال: ومن يستطيع ذلك. قال أبو هريرة: إن فرس المجاهد ليستن في طوله، فيكتب له حسنات.


[ش (إلى قوله) وتتمتها: {وذلك الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله}. (وعدا عليه حقا) وعد به سبحانه، وهو وعد ثابت متحقق لا محالة. (في التوراة والإنجيل والقرآن) أثبته في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن. (فاستبشروا) افرحوا. (التائبون) التاركون للذنوب والفواحش. (السائحون) الصائمون، وقيل: هم المهاجرون في طلب العلم أو الدعوة إلى الله عز وجل. (الحافظون لحدود الله) العاملون بالأحكام التي أمر الله تعالى بها].

[ش (لا هجرة) من مكة، أو غيرها من البلدان التي يستطيع فيها إقامة شعائر الدين. (الفتح) فتح مكة].

[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، رقم: 1878. (لا أجده) لا أجد عملا يعدل الجهاد. (تفتر) تنقطع. والمعنى: أن المجاهد في عبادة ما دام في خروجه، فلا يقابله إلا من استمر في العبادة من صيام أو قيام أو غير ذلك. (ليستن) يمرح بنشاط، من الاستنان وهو العدو. (طوله) حبله الذي يشد به من طرف ويمسك طرفه الآخر، ثم يرسل في المرعى. (فيكتب له حسنات) يكتب مرحه ورعيه حسنات لصاحبه].