باب: ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب

-3- 88 – باب: ما قيل في درع النبي ﷺ والقميص في الحرب.

وقال النبي ﷺ : (أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله). [ر: 1399]

2758 – حدثني محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

قال النبي ﷺ وهو في قبة: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم). فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}. وقال وهيب: حدثنا خالد: يوم بدر.

2759 – حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

توفي رسول الله ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعا من شعير.

وقال يعلى: حدثنا الأعمش: درع من حديد. وقال معلى: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش وقال: رهنه درعا من حديد.

2760 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

عن النبي ﷺ قال: (مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه، وانضمت يداه إلى تراقيه – فسمع النبي ﷺ يقول – فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع).


[ش (قبة) بيت صغير من الخيام، وكل بناء مدور. (أنشدك) أسألك. (إن شئت) هلاك المؤمنين. (لم تعبد بعد اليوم) لأنه لا يبقى من يدعو إلى الله عز وجل، وتقوى شوكة الباطل. (حسبك) يكفيك. (ألححت) بالغت في الدعاء وأطلت فيه وداومت عليه. (سيهزم الجمع) سيفرق جمعهم ويتلاشى. (يولون الدبر) يديرون ظهورهم، أي يفرون منهزمين. (أدهى) أشد وأفظع، من الداهية وهي الأمر الشديد الذي لا يهتدى له. (أمر) أعظم بلية وأشد مرارة عليهم. /القمر: 45، 46/].

[ش (اضطرت) ألجأت. (تراقيهما) جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. (تعفي) تمحو. (تقلصت) انزوت وانضمت. والمعنى: أن الكريم المتصدق تنبسط نفسه وترتاح إلى الصدقة، وأما البخيل فتضيق نفسه وتنقبض منها].