-3- 109 – باب: البيعة في الحرب أن لا يفروا، وقال بعضهم: على الموت.
لقول الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} /الفتح: 18/.
2798 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما:
رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألت نافعا: على أي شيء بايعهم، على الموت؟ قال: لا، بل بايعهم على الصبر.
2799 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد ابن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال:
لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله ﷺ .
2800 – حدثنا المكي بن إبراهيم: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة رضي الله عنه قال:
بايعت النبي ﷺ ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: (يا ابن الأكوع ألا تبايع). قال: قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: (وأيضا). فبايعته الثانية. فقلت له: يا أبا مسلم، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ على الموت.
2801 – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن حميد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول:
كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الذين بايعوا محمدا – على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم النبي ﷺ فقال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخره. فأكرم الأنصار والمهاجره).
2802 – حدثنا إسحاق بن إبراهيم: سمع محمد بن فضيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن مجاشع رضي الله عنه قال:
أتيت النبي ﷺ أنا وأخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: (مضت الهجرة لأهلها). فقلت: علام تبايعنا؟ قال: (على الإسلام والجهاد).
[ش (يبايعونك) يوم الحديبية، وتسمى بيعة الرضوان، لنزول القرآن بالرضى عمن بايعوا فيها].
[ش (المقبل) الذي بعد عام صلح الحديبية. (فما اجتمع منا اثنان) ما وافق منا رجلان أنها هي التي بايعنا تحتها، بل خفي مكانها علينا. قال النووي: سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها، لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيم الأعراب والجهال إياها، وعبادتهم إياها، فكان خفاؤها رحمة من الله تعالى. [شرح مسلم: الإمارة: باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش..] (كانت رحمة من الله) أي كانت موضع رحمة الله تعالى ومحل رضوانه لنزول القرآن بذلك].
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، رقم: 1861. (زمن الحرة) وهي الواقعة التي كانت في المدينة زمن يزيد بن معاوية، والحرة كل أرض ذات حجارة سود، والمراد حرة شرقي المدينة. (ابن حنظلة) عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة].
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، رقم: 1860. (خف الناس) قل الذين كانوا يبايعونه ﷺ . (أيضا) مرة أخرى].
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد، رقم: 1863. (مضت الهجرة) ثبت حكمها وانتهى. (لأهلها) الذين هاجروا قبل الفتح].