-3- 10 – باب: صفة النار، وأنها مخلوقة.
{غساقا} /النبأ: 25/: يقال: غسقت عينه ويغسق الجرح، وكأن الغساق والغسق واحد. {غسلين} /الحاقة: 36/: كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجرح والدبر.
وقال عكرمة: {حصب جهنم} /الأنبياء: 98/: حطب بالحبشية. وقال غيره: {حاصبا} /الإسراء: 68/: الريح العاصف، والحاصب ما ترمي به الريح، ومنه {حصب جهنم} يرمى به في جهنم هم حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب مشتق من حصباء الحجارة. {صديد} /إبراهيم: 16/: قيح ودم. {خبت} /الإسراء: 97/: طفئت. {تورون} /الواقعة: 71: تستخرجون، أوريت أوقدت. {للمقوين} /الواقعة: 73/: للمسافرين، والقي القفر].
وقال ابن عباس: {صراط الجحيم} /الصافات: 23/: سواء الجحيم ووسط الجحيم. {لشوبا من حميم} /الصافات: 67/: يخلط طعامهم ويساط بالحميم. {زفير وشهيق} /هود: 106/: صوت شديد وصوت ضعيف. {وردا} /مريم: 86/: عطاشا. {غيا} /مريم: 59/: خسرانا. وقال مجاهد: {يسبحون} /غافر: 72/:توقد بهم النار. {ونحاس} /الرحمن: 35/: الصفر، يصب على رؤوسهم. يقال: {ذوقوا} /الحج: 22/: باشروا وجربوا، وليس هذا من ذوق الفم. {مارج} /الرحمن: 15/: خالص من النار، مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض. {مريج} /ق: 5/: ملتبس، مرج أمر الناس اختلط. {مرج البحرين} /الرحمن: 19/: مرجت دابتك تركتها.
3085 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن مهاجر أبي الحسن قال: سمعت زيد بن وهب يقول: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول:
كان النبي ﷺ في سفر، فقال: (أبرد). ثم قال: (أبرد). حتى فاء الفيء، يعني للتلول، ثم قال: (أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم).
3086 – حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ : (أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم).
3087 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله ﷺ : (اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير).
3088 – حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا همام، عن أبي جمرة الضبعي قال:
كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم، فإن رسول اله ﷺ قال: (الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم). شك همام.
3089 – حدثني عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة قال: أخبرني رافع بن خديج قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (الحمى من فور جهنم، فابردوها عنكم بالماء).
3090 – حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير: حدثنا هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها،
عن النبي ﷺ قال: (الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء).
3091 – حدثنا مسدد: عن يحيى: عن عبيد الله قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء).
3092 – حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم). قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: (فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها).
3093 – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو: سمع عطاء يخبر، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه:
أنه سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك}.
3094 – حدثنا علي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:
قيل لأسامة: لو أتيت فلانا فكلمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح بابا لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا: إنه خير الناس، بعد شيء سمعته من رسول الله ﷺ ، قالوا: وما سمعته يقول: قال: سمعته يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
رواه غندر، عن شعبة، عن الأعمش.
[ش (غساقا) يقال: غسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر، والغساق: المنتن الذي يسيل من صديد وقيح ودموع أهل النار، والغسق الظلمة. (الدبر) ما يصيب الإبل من الجراحات. (حاصبا) اللفظ وارد أيضا في /العنكبوت: 40/ و/القمر: 34/ و/الملك: 17/. (خبت) سكنت وخمد لهبها. (سواء الجحيم) وسطها، وسواء الشيء وسطه، واللفظ في /الصافات: 55/. (لشوبا) الشوب الخلط أو المخلوط، والحميم الماء الحار. (يساط) يحرك ليختلط، ومنه المسوط، وهو الخشبة التي يحرك بها ما في الخليط. (زفير..) ويطلق الزفير على الصوت الناشئ من إخراج النفس، والشهيق رد النفس إلى الداخل في طول. (وردا) عطاشا قاصدين الارتواء، وإنما أمامهم النار، والورد المنهل. (غيا) والغي العذاب والضلال. (الصفر..) وهو النحاس الجيد الذي يعمل منه الآنية، يصب فوق رؤوسهم حال انصهاره].
[ش (فيح) الفيح سطوع الحر، يقال: فاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت، وأصله السعة، ومنه: أرض فيحاء أي واسعة].
[ش (الزمهرير) شدة البرد، وهو الذي أعده الله تعالى عذابا للكفار في جهنم].
[ش (فيح) في المصباح: فاحت النار فيحا انتشرت. وهذا الوارد في الحديث نوع من الطب ووصف للدواء الذي لا يشك في حصول الشفاء به لمن ناسبه ووافق مزاجه، والدواء يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، ولذلك يرجع فيه إلى أصحاب الاختصاص الصادقين الصالحين، ولا غضاضة في ذلك منحديث الصادق المصدوق ﷺ ].
[ش (فور جهنم) من شدة حرها، وفار جاش وثار].
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: 2210].
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: 2209].
[ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: في شدة حر نار جهنم، رقم: 2843. (لكافية) في تعذيب أهل النار. (فضلت عليهن) أي على نيران الدنيا، وفي رواية (عليها) ولعلها أرجح لأن المفضل عليه مفرد، والمعنى: أنها زادتها في العدد والكمية].
[ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، رقم: 2989. (لأسامة) بن زيد رضي الله عنهما. (فلانا) هو عثمان ابن عفان رضي الله عنه. (فكلمته) في إطفاء الفتنة التي تقع بين الناس، وقيل: في شأن أخيه لأمه الوليد بن عتبة. (لترون) لتظنون. (فتندلق) تخرج وتنصب بسرعة. (أقتابه) جمع قتب وهي الأمعاء والأحشاء. (برجاه) حجر الطاحون التي يديرها].