باب: مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبي الحسن رضي الله عنه

-3- 9 – باب: مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبي الحسن رضي الله عنه.

وقال النبي ﷺ لعلي: (أنت مني وأنا منك).

وقال عمر: توفي رسول الله ﷺ وهو عنه راض.

3498 – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه:

أن رسول الله ﷺ قال: (لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه). قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ ، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب). فقالوا: يشتكي من عينيه يا رسول الله، قال: (فأرسلوا إليه فأتوني به). فلما جاء بصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقالله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).

3499 – حدثنا قتيبة: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:

كان علي قد تخلف عن النبي ﷺ في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله ﷺ ، فخرج علي فلحق بالنبي ﷺ ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله ﷺ : (لأعطين الراية -أو ليأخذن الراية – غدا رجلا يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه). فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله ﷺ الراية، ففتح الله عليه.

3500 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه:

أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو عليا عند المنبر، قال: فيقول: ماذا؟ قال: يقول له: أبو تراب، فضحك. قال: والله ما سماه إلا النبي ﷺ ، وما كان والله له اسم أحب إليه منه، فاستطعمت الحديث سهلا، وقلت: يا أبا عباس، كيف ذلك؟ قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج، فاضطجع في المسجد، فقال له النبي ﷺ : (أين ابن عمك). قالت: في المسجد، فخرج إليه، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره، فيقول: (اجلس يا أبا تراب). مرتين.

3501 – حدثنا محمد بن رافع: حدثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة قال:

جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسؤوك؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك في بيته، أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لعل ذاك يسؤوك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد علي جهدك.

3502 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت ابن أبي ليلى قال: حدثنا علي:

أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبي ﷺ سبي، فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي ﷺ أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي ﷺ إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم، فقال: (على مكانكما). فقعد بيننا، حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: (ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما، تكبران أربعا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين، وتحمدان ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم).

3503 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال:

قال النبي ﷺ لعلي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى).

3504 – حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه قال:

اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون للناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي.

فكان ابن سيرين يرى: أن عامة ما يروى عن علي الكذب.


[ش (أنت..) المعنى: أنا وأنت متصلان من جهة العلم والدين والنسب].

[ش (يدوكون ليلتهم) يخوضون ويتحدثون طوال ليلتهم، من الدوكة، وهي الخوض والاختلاط].

[ش (فاستطعمت الحديث سهلا) طلبت من سهل أن يحدثني الحديث، وإتمام القصة، (خلص) وصل].

[ش (رجل) لعله الذي ذكر في الحديث [3495]. (فأرغم الله بأنفك) ألصقه بالرغام، وهو التراب، وهو كناية عن الذل والإهانة. (أوسط بيوت) في وسطها، أو المراد: أحسنها، يشير بذلك إلى منزلته عند النبي ﷺ . (انطلق) اذهب من عندي. (فاجهد علي جهدك) ابلغ غايتكواعمل في حقي ما تستطيعه وتقدر عليه، فإني لا أبالي بعد قولي بالحق].

[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل علي رضي الله عنه، رقم: 2404. (أبيه) أي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. (بمنزلة هارون) نازلا مني منزلة هارون من موسى عليهما السلام في أخوة الدين والنسب، وقيل: إنه ﷺ قاله له حين خرج إلى تبوك، وخلفهعلى أهله وعياله، وأمره أن يقيم فيهم، فكان كهارون حين خلفه موسى، عليهما السلام، على بني إسرائيل لما ذهب لميقات ربه].

[ش (اقضوا كما كنتم تقضون) قال هذا لأهل العراق، حين أفتى باسترقاق أمهات الأولاد، وقد كان يرى أن يعتقن كما كان يرى عمر رضي الله عنه. (أكره الاختلاف) أي مخالفة الأئمة من قبلي: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. (حتى يكون للناس جماعة) حتى تبقى كلمة الأمة مجتمعة. (أوأموت) إلى أن أموت. (كما مات أصحابي) أي على الحق والهداية، والمراد من سبقه من الخلفاء الراشدين. (عامة ما يروى) أكثر ما يروى عنه وينسب إليه مما فيه رائحة المخالفة ونحو ذلك، مما لا يليق به رضي الله عنه. (الكذب) أي هو اختلاق عليه].