-3- 20 – باب: مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما.
3532/3533 – حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
قدمت الشأم فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا، فيسرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أو ليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان – يعني على لسان نبيه ﷺ – أو ليس فيكم صاحب سر النبي ﷺ الذي لا يعلمه أحد غيره، ثم قال: كيف يقرأ عبد الله: {والليل إذا يغشى}. فقرأت عليه: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى}. قال: والله لقد أقرأنيها رسول الله ﷺ من فيه إلى في.
(3533) – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:
ذهب علقمة إلى الشأم، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، الذي أجارهالله على لسان نبيه ﷺ ، يعني من الشيطان، يعني عمارا، قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السواك، أو السرار؟ قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى}. قلت: {والذكر والأنثى}. قال: ما زال بي هؤلاء حتى كادوايستنزلونني عن شيء سمعته من رسول الله ﷺ .
[ش (ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (صاحب النعلين) الذي كان يحمل نعلي رسول الله ﷺ ويتعاهدهما. (الوساد) الوسادة والمخدة. (المطهرة) الإناء الذي يوضع فيه الماء ليطهر به، وكان ابن مسعود رضي الله عنه هو الذي يتولى هذه الأمور وتهيئتها لرسول الله ﷺ . (صاحب السر) أراد به حذيفة رضي الله عنه، وكان أعلمه رسول الله ﷺ بالمنافقين وأحوالهم، وأطلعه على بعض ما يجري لهذه الأمة بعده، وجعل ذلك سرا بينه وبينه. (يغشى) يغطي كل شيء بظلمته. (تجلى) بان وظهر بزوال الظلمة. (والذكر والأنثى) أي بدون: {وما خلق}. وهذا خلاف القراءة المتواترة، والمشهور والمتواتر هو المتعمد. /الليل 1 – 3/. (من فيه إلى في) أي مشافهة بدون واسطة، ويقصد أنه قرأها هكذا].
[ش (صاحب السرار) من السر، والمراد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكان رسول الله ﷺ لا يحجبه إذا جاء ولا يخفي عنه سره. (قال) أي أبو الدرداء رضي الله عنه. (هؤلاء) الظاهر أنه يقصد أصحابه، أو من خالفه في القراءة. (يستنزلونني) يجعلونني أتركه وأتنازل عنه. (عن شيء سمعته) وهو قوله: {والذكر والأنثى} بدون قوله: {وما خلق}. والظاهر أنها نزلت أولا هكذا، ثم نزل {وما خلق} ولم يسمعها أبو الدرداء وابن مسعود رضي الله عنهما، كما قيل].