-3- 49 – باب: مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
3601 – حدثنا عبد الله بن يوسف قال: سمعت مالكا يحدث، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن عامر بن سعد بن وقاص، عن أبيه قال:
ما سمعت النبي ﷺ يقول لأحد يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام. قال: وفيه نزلت هذه الآية: {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله}. الآية، قال: لا أدري، قال مالك الآية، أو في الحديث.
3602 – حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا أزهر السمان، عن ابن عون، عن محمد، عن قيس بن عباد قال:
كنت جالسا في مسجد المدينة، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج، وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة، قال: والله لا ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم ذاك: رأيت رؤيا على عهد النبي ﷺ فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة – ذكر من سعتها وخضرتها – وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في اعلاه عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف، فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك. فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي ﷺ ، قال: (تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت). وذلك الرجل عبد الله بن سلام.
وقال لي خليفة: حدثنا معاذ: حدثنا ابن عون، عن محمد: حدثنا قيس بن عباد، عن ابن سلام قال: وصيف مكان منصف.
3603 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه:
أتيت المدينة، فلقيت عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فقال: ألا تجيء فأطعمك سويقا وتمرا وتدخل في بيت، ثم قال: إنك بأرض الربا بها فاش، إذا كان لك على رجل حق، فأهدى إليك حمل تبن، أو حمل شعير، أو حمل قت، فلا تأخذه فإنه ربا.
ولم يذكر النضر وأبو داود ووهب، عن شعبة: البيت.
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، رقم: 2483. (شاهد) هو عبد الله بن سلام رضي الله عنه. (الآية) وتمامها: {على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} /الأحقاف: 10/. (مثله) مثل ما في القرآن في المعنى، وهوما في التوراة من المعاني المطابقة للقرآن في التوحيد والأخلاق وأسس التشريع، والمعنى: شهد شاهد من بني إسرائيل عالم بالتوراة، على كون هذا القرآن من عند الله تعالى. (قال: لا أدري) القائل عبد الله بن يوسف الراوي عن مالك، رحمهم الله تعالى].
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، رقم: 2484. (تجوز فيهما) خففهما. (ما ينبغي..) قال ذلك تواضعا، أو: كراهة الثناء على أحد بالقطع له بالجنة. (لم ذلك) أي لماذا قالوا ذلك القول. (عروة) ما يستمسك به كالحلقة. (ارقه) ارتفع واعل، والهاء للسكت. (منصف) هو الخادم. (وإنها لفي يدي) أي العروة، أي استيقظ قبل أن يتركها في المنام، وهذا أفاد أنه أخذ الإسلام ولن يتركه. (عروة الوثقى) الإيمان والإسلام].
[ش (سويقا) طعاما يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير، سمي بذلك لانسياقه في الحلق. (بيت) عظيم مشرف بدخول رسول الله ﷺ فيه. (بأرض) هي أرض العراق. (فاش) ظاهر وشائع، يكثر التعامل به. (قت) نوع من علف الدواب. (فإنه ربا) أي فإن قبول هدية المستقرض جار مجرى الربا، من حيث إنه زائد على ما أخذه].