باب: مقدم النبي ﷺ وأصحابه المدينة

-3- 75 – باب: مقدم النبي ﷺ وأصحابه المدينة.

3709/3710 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق، سمع البراء رضي الله عنه قال:

أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن مكتوم، ثم قدم علينا عمار بن ياسر وبلال رضي الله عنهم.

(3710) – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي ﷺ ، ثم قدم النبي ﷺ ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ ، حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله ﷺ ، فما قدم حتى قرأت: {سبح اسم ربك الأعلى}. في سور من المفصل.

3711 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

لما قدم رسول الله ﷺ المدينة، وعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك، ويا بلال كيف تجدك، قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبح في أهله – والموت أدنى من شراك نعله.

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة – بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة – وهل يبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة: فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة).

[ر: 1790]

3712 – حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير: أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره: دخلت على عثمان. وقال بشر بن شعيب: حدثني أبي، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير: أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره قال:

دخلت على عثمان، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإن الله بعث محمدا ﷺ بالحق، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بعث به محمد ﷺ ، ثم هاجرت هجرتين، نلت صهر رسول الله ﷺ ، وبايعته، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله.

تابعه إسحاق الكلبي: حدثني الزهري: مثله.

3713 – حدثنا يحيى بن سليمان: حدثني ابن وهب: حدثنا مالك، وأخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أن عبد الله بن عباس أخبره:

أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى، في آخر حجة حجها عمر، فوجدني، فقال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، وإني أرى أن تمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة والسلامة، وتخلص لأهل الفقه وأشراف الناس وذوي رأيهم. قال عمر: لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة.

3714 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أم العلاء، امرأة من نسائهم بايعت النبي ﷺ ، أخبرته:

أن عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى، حين قترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء: فاشتكى عثمان عندنا فمرضته، حتى توفي وجعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبي ﷺ ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال النبي ﷺ : (وما يدريك أن الله أكرمه). قالت: قلت: لا أدري، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن؟ قال: (أما هو فقد جاءه والله اليقين، والله إني لأرجو له الخير، وما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي). قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده. قالت: فأحزنني ذلك،فنمت، فأريت لعثمان ابن مظعون عينا تجري، فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: (ذلك عمله).

3715 – حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان يوم بعاث يوما قدمه الله عز وجل لرسوله ﷺ ، فقدم رسول الله ﷺ المدينة، وقد افترق ملؤهم، وقتلت سراتهم، في دخولهم في الإسلام.

3716 – حدثني محمد بن المثنى: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:

أن أبا بكر دخل عليها، والنبي ﷺ عندها، يوم فطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث، فقال أبو بكر: مزمار الشيطان؟ مرتين، فقال النبي ﷺ : (دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا اليوم).

3717 – حدثنا مسدد: حدثنا عبد الوارث. وحدثنا إسحاق بن منصور: أخبرنا عبد الصمد قال: سمعت أبي يحدث: حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

لما قدم رسول الله ﷺ المدينة، نزل في علو المدينة، في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، قال: فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار، قال: فجاؤوا متلقدي سيوفهم، قال: وكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، قال: فكان يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، قال: ثم أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا، فقال: (يا بني النجار، ثامنوني حائطم هذا). فقالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله ﷺ بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال: فصفوا النخل قبلة المسجد، قال: وجعلوا عضاديته حجارة، قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله ﷺ معهم، يقولون: (اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره، فانصر الأنصار والمهاجره).


[ش (الإماء جمع الأمة، وهي المرأة المملوكة. (فما قدم حتى قرأت..) أي كان قدومه بعد فترة من انتشار الإسلام في المدينة، تمكن فيها البراء رضي الله عنه من قراءة هذه السور وحفظها. (في سور) من سور أخرى. (المفصل) هو السبع الأخير من القرآن، وأوله سورة (ق) وهو الصحيح، وقيل: الحجرات].

[ش (إذا أقلع عنه) أي الوعك].

[ش (نلت صهر..) أي كان لي شرف المصاهرة له واتصالي به من جهة القرابة النسبية، وهو زواجي ببنتيه، رضي الله عن الجميع، وفي نسخة (كنت صهر..)].

[ش (الموسم) أي موسم الحج، وهو مجتمع الناس. (رعاع) السفلة والسفهاء ومن لا شأن لهم. (تمهل) تؤخر ما تريد أن تفعل. (تخلص) تصل. (لأقومن) لأقفن متكلما].

[ش (من نسائهم) من نساء الأنصار. (طار لهم) خرج لهم في القرعة. (أبا السائب) كنية عثمان بن مظعون رضي الله عنه. (فمن) أي فمن الذي يكرمه الله تعالى إذن، إذا لم يكن هو من المكرمين عنده؟].