-3- 36 – باب: غزوة خيبر.
3959 – حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار: أن سويد بن النعمان أخبره:
أنه خرج مع النبي ﷺ عام خيبر، حتى أذا كنا بالصهباء، وهي من أدنى خيبر، صلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري، فأكل وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ.
3960 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر، يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا شاعرا حداء، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا – ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا – وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا – إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا.
فقال رسول الله ﷺ : (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، قال: (يرحمه الله). قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال النبي ﷺ : (ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون). قالوا: على لحم، قال: (على أي لحم). قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي ﷺ : (أهريقوها واكسروها). قال رجل: يا رسول الله، أو نهريقها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك). فلما تصاف القوم كان سيف عمر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي قال: (مالك). قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرا حبط عمله؟قال النبي ﷺ : (كذب من قاله، إن له لأجرين – وجمع بين إصبعيه – إنه لجاهد مجاهد، قل عربي مشى بها مثله). حدثنا قتيبة: حدثنا حاتم، قال:(نشأ بها).
3961/3962 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ أتى خيبر ليلا، وكان إذا أتى قوما بليل لم يغز بهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالو: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ : (خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بسحة القوم فساء صباح المنذرين).
(3962) – أخبرنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
صبحنا خيبر بكرة، فخرج أهلها بالمساحي، فلما بصروا بالنبي ﷺ قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي ﷺ : (الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). فأصبنا من لحوم الحمر، فنادى منادي النبي ﷺ : (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر، فإنها رجس).
3963 – حدثناعبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثانية فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثالثة فقال: أفنيت الحمر، فأمر مناديا فنادى في الناس: (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية). فأكفئت القدور، وإنها لتفور باللحم.
3964/3965 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:
صلى النبي ﷺ الصبح قريبا من خيبر بغلس، ثم قال: (الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة القوم فساء صباح المنذرين). فخرجوا يسعون في السكك، فقتل النبي ﷺ المقاتلة وسبى الذرية، وكان في السبي صفية، فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي ﷺ ، فجعل عتقها صداقها. فقال: عبد العزيز بن صهيب لثابت: يا أبا محمد، آنت قلت لأنس: ما أصدقها؟ فحرك ثابت رأسه تصديقا له.
(3965) – حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سبى النبي ﷺ صفية، فأعتقها وتزوجها. فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها، فأعتقها.
3966 – حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره ومال الأخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقيل: ماأجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله ﷺ : (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه لكما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فخرج الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتلنفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. إن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة).
3967 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا خيبر، فقال رسول الله ﷺ لرجل ممن معه يدعي الإسلام: (هذا من أهل النار). فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة، فكاد بعض الناس يرتاب، فوجد الرجل ألم الجراحة، فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه، فاشتد رجال من المسلمين فقالوا: يا رسول الله، صدق الله حديثك، انتحر فلان فقتل نفسه، فقال: (قم يا فلان، فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر).
تابعه معمر، عن الزهري. وقال شبيب، عن يونس، عن ابن شهاب: أخبرني ابن المسيب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن أبا هريرة قال: شهدنا مع النبي ﷺ خيبر. وقال ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد، عن النبي ﷺ . تابعه صالح عن الزهري. وقال الزبيدي: أخبرني الزهري: أن عبد الرحمن بن كعب أخبره: أن عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي ﷺ خيبر.
وقال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله وسعيد، عن النبي ﷺ .
3968 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد الواحد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
لما غزا رسول الله ﷺ خيبر، أو قال: لما توجه رسول الله ﷺ ، أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله ﷺ : (اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم). وأنا خلف دابة رسول الله ﷺ ، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال لي: (يا عبد الله بن قيس). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة). قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
3969 – حدثنا المكي بن ابراهيم: حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي ﷺ فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة.
3970 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: التقى النبي ﷺ والمشركون في بعض مغازيه، فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركون شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه، فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان، فقال: (إنه من أهل النار). فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: لأتبعنه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه، حتى جرح، فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: (وما ذاك) . فأخبره، فقال: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنه، فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار. ويعمل بعمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة).
3971 – حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي: حدثنا زياد بن الربيع، عن أبي عمران قال: نظر أنس إلى الناس يوم الجمعة، فرأى طيالسة، فقال: كأنهم الساعة يهود خيبر.
3972 – حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة رضي الله عنه قال:
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه تخلف عن النبي ﷺ في خيبر، وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن النبي ﷺ ، فلحق به، فلما بتنا الليلة التي فتحت، قال: (لأعطين الراية غدا، أو: ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه). فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه ففتح عليه.
3973 – حدثنا قتيبة قن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ﷺ كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي ابن أبي طالب). فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: (فأرسلوا إليه). فأتي به فبصق رسول الله ﷺ في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد، خير لك من أن يكون لك حمر النعم).
3974/3976 – حدثنا عبد الغفار بن داود: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن (ح). وحدثني أحمد بن عيسى: حدثنا وهب قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن، ذكر له جمال صفية بنت حيي ابن أخطب، وقد قتل زوجها وكانت عروسا، فاصطفاها النبي ﷺ لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبنى بها رسول الله ﷺ ، ثم صنع حيسا في نطع صغير، ثم قال: (آذن من حولك). فكانت تلك وليمته على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيت النبي ﷺ يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.
(3975) – حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن يحيى، عن حميد لطويل: سمع أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن النبي ﷺ أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام، حتى أعرس بها، وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب.
(3976) – حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني حميد: أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول:
أقام النبي ﷺ بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفيه، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أمر بلالا بالأنطاع فبسطت، فألقى عليها التمر والأقط والسمن، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين، أو ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب.
3977 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب: حدثنا شعبة، عن حيمد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال:
كنا محاصري خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه، فالتفت فإذا النبي ﷺ فاستحييت.
3978 – حدثني عبيد الله بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع وسالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ نهى يوم خيبر عن أكل الثوم، وعن لحوم الحمر الأهلية.
نهى عن أكل الثوم: هو عن نافع وحده. ولحوم الحمر الأهلية: عن سالم.
3979 – حدثني يحيى بن قزعة: حدثنا ملك، عن ابن شهاب، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.
3980/3981 – حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: حدثنا عبيد الله ابن عمر، عن نافع، عن ابن عمر:
أن رسول الله ﷺ نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية.
(3981) – حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا عبيد الله، عن نافع وسالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
نهى رسول الله ﷺ عن أكل لحوم الحمر الأهلية.
3982 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
نهى رسول الله ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، ورخص في الخيل.
3983/3986 – حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا عباد، عن الشيباني قال: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول:
أصابتنا مجاعة يوم خيبر، فإن القدور لتغلي، وقال: وبعضها نضجت، فجاء منادي النبي ﷺ : (لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا، وأهريقوها). قال ابن أبي أفى: فتحدثنا أنه إنما نهى عنها لأنها لم تخمس، وقال بعضهم، نهى عنها ألبتة، لأنها كانت تأكل العذرة.
(3984) – حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي بن ثابت، عن البراء وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهم:
أنهم كانوا مع النبي ﷺ فأصابوا حمرا فطبخوها، فنادى منادي رسول الله ﷺ : (أكفئوا القدور).
(3985) – حدثني إسحاق: حدثنا عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا عدي بن ثابت: سمعت البراء وابن أبي أوفى رضي الله عنهم يحدثان،
عن النبي ﷺ أنه قال يوم خيبر، وقد نصبوا القدور: (أكفئوا القدور).
حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: غزونا مع النبي ﷺ ، نحوه.
(3986) حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا ابن أبي زائدة: أخبرنا عاصم، عن عامر، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
أمرنا النبي ﷺ في غزوة خيبر: أن نلقي الحمر الأهلية نيئة ونضيجة، ثم لم يأمرنا بأكله بعد.
3987 – حدثني محمد بن أبي الحسين: حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي، عن عاصم، عن عامر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لا أدري أنهى عنه رسول الله ﷺ من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرمه في خيبر: لحم الحمر الأهلية.
3988 – حدثنا الحسن بن إسحاق: حدثنا محمد بن سابق: حدثنا زائدة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما. قال: فسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم.
3989 – حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن جبير بن مطعم أخبره قال:
مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي ﷺ ، فقلنا أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا، ونحن بمنزلة واحدة منك. فقال: (إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد). وقال جبير: ولم يقسم النبي ﷺ لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا.
3990/3992 – حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة: حدثنا يزيد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
بلغنا مخرج النبي مخرج النبي ﷺ ونحن باليمن، فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال: في بضع، وإما قال: في ثلاثة وخمسين، أو: اثنين وخمسين رجلا في قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا، يعني لأهل السفينة: سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا، على حفصة زوج النبي ﷺ زائرة،وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: آلحبشية هذه، آلبحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم، قال: سبقانكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم، فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله ﷺ يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار – أو في أرض – البعداء البغضاء بالحبشة، وذلك في الله ورسوله ﷺ ، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله ﷺ ، ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لنبي ﷺ وأسأله، والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي ﷺ قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: (فما قلت له). قالت: قلت له كذا وكذا، قال: (ليس بأحقبي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم – أهل السفينة – هجرتان). قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي ﷺ . قال أبو بردة: قالت أسماء: رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.
(3991) – وقال أبو بردة، عن أبي موسى:
قال النبي ﷺ : (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، ومنهم حكيم، إذا لقي الخيل، أو قال: العدو، قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم).
(3992) – حدثني إسحاق بن إبراهيم: سمع حفص بن غياث: حدثنا بريد ابن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قدمنا على النبي ﷺ بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.
(3993) – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحاق، عن مالك بن أنس قال: حدثني ثور قال: حدثني سالم مولى بن مطيع: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
افتتحنا خيبر، ولم نغنم ذهبا أو فضة، انما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له مدعم، أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله ﷺ إذ جاءه سهم عائر، حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئا له الشهادة، فقال رسول الله ﷺ : (بل، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا) فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي ﷺ بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله ﷺ : (شراك، – أو شراكان – من نار).
3994/3995 – حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد، عن أبيه: أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
أما والذي نفسي بيده، لولا أن أترك آخر الناس ببانا ليس لهم شيء، ما فتحت علي قرية إلا قسمتها، كما قسم النبي ﷺ خيبر، ولكني أتركها خزانة لهم يقتسمونها.
(3995) – حدثني محمد بن المثنى: حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال:
لولا آخر المسلمين، ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها، كما قسم النبي صلى الله ﷺ خيبر.
3996/3997 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري، وسأله إسماعيل بن أمية، قال: أخبرني عنبسة بن سعيد:
أن أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي ﷺ فسأله، قال له بعض بني سعيد بن العاص: لا تعطه، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال: واعجباه لوبر، تدلى من قدوم الضأن.
ويذكر الزبيدي، عن الزهري قال: أخبرني عنبية بن سعيد:
أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال: بعث رسول الله ﷺ أبان على سرية من المدينة قبل نجد، قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي ﷺ بخيبر بعد ما افتتحها، وإن حزم خيلهم، وإن حزم خيلهم لليف. قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله، لاتقسم لهم، قال أبان: وأنت بهذا يا وبر، تحدر من رأس ضأن. فقال النبي ﷺ : (يا أبان اجلس). فلم يقسم لهم.
(3997) – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي،
أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي ﷺ فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل، فقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لك، وبر تدأدأ من قدوم ضأن، ينعى علي امرأ أكرمه الله بيدي، ومنعه أن يهينني بيده.
3998 – حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:
أن فاطمة عليها السلام، بنت النبي ﷺ ، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ﷺ ، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خبير، فقال أبو بكر: إن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة، انما يأكل آل محمد – ﷺ – في هذا المال). وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ﷺ عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ﷺ ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ﷺ . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ﷺ ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك، كراهية لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك، فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي، والله لآتيهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي، فقال: إنا قدعرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك، ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله ﷺ نصيبا، حتى فاضت عينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصلمن قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال، فلم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر، فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة، وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر وتشهد علي، فعظم حق أبي بكر، وحدث: أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا، فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا. فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريبا، حين راجع الأمر المعروف.
3999 – حدثني محمد بن بشار: حدثنا حرمي: حدثنا شعبة قال: أخبرني عمارة، عن عكرمة،
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع التمر.
4000 – حدثنا الحسن: حدثنا قرة بن حبيب: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر.
[ش (هنيهاتك) جمع هنيهة، مصغر هنة، وفي نسخة: هنياتك. جمع هنية، وهي كناية عن كل شيء لا تذكره باسمه ولا تخص به شيئا من غيره، وقيل معناها الأراجيز، جمع أرجوزة، وهي القصيدة من بحر الرجز. (يحدو) من الحدو، وهو الغناء للإبل عند سوقها. (فاغفر .. ما اتقينا) ما تركناه من الأوامر. في نسخة (ما أبقينا) أي خلفنا وراءنا مما اكتسبنا من الآثام، وما أبقيناه وراءنا من الذنوب فلم نتب منه. (صيح بنا) دعينا إلى غير الحق. (أبينا) امتنعنا من دعوة غير الحق، وفي نسخة: (أتينا) أي إذا دعينا إلى القتال أو الحق جئنا إليه. (عولوا) قصدوا واستغاثوا. (وجبت) ثبتت له الشهادة التي يعقبها دخول الجنة ببركة دعائك. (امتعتنا به) هلا أبقيته لنا لنتمتع بشجاعته. (مخمصة) مجاعة. (تصاف القوم) تقابلوا صفوفا للقتال. (ذباب سيفه) حده. (حبط علمه) أي بطل عمل عامر، لأنه قتل نفسه بسيفه. (لجاهد) يجهد نفسه بالطاعة. (مجاهد) في سبيل الله تعالى. (بها) بهذه الخصلة الحميدة، وهي الجهاد مع الجهد. (نشأ) شب وكبر].
[ش (لم يغر بهم) من الإغارة، وفي نسخة: (لم يقربهم)].
[ش (رجس) قذر ونتن].
[ش (أفنيت) أنهي وجودها من كثرة ما ذبح منها. (فأكفئت) قلبت وألقي ما فيها. (لتفور) يشتد غليانها].
[ش (بغلس) ظلمة الليل إذا اختلطت بضوء الصباح].
[ش (رجل) اسمه قزمان الظفري، يكنى أبا الغيداق. (رجل) هو أكثم بن أبي الجون، رضي الله عنه].
[ش (كنانته) الكنانة جعبة صغيرة من جلد يوضع فيها النبل. (فاشتد) أسرع في الجري. (فلان) هو بلال رضي الله عنه].
[ش (حول) قدرة على دقة التصرف في الأمور. (كنز من كنوز الجنة) أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها كما يدخر الكنز، وهو المال المجموع المحرز].
[ش (فنفث) من النفث، وهو فوق النفخ ودون التفل، وقد يكون بريق خفيف وبغير ريق. (اشتكيتها) تألمت منها وتوجعت. (حتى الساعة) أي فما اشتكيتها في زمن مضى حتى ساعتي هذه].
[ش (طيالسة) جمع طيلسان، وهو نوع من الثياب الأعجمية كان يلبسها اليهود، ولعلها نوع من الأوسمة توضع على الكتف وهي بدون خياطة. (الساعة) هذا الوقت، على حالهم هذه يشبهون يهود خيبر].
[ش (أقام) في المنزل الذي أعرس فيه، وأعرس من الإعراس، وهو الدخول بالمرأة. (فيمن ضرب عليها الحجاب) أي كانت من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله ﷺ ، لأن ضرب الحجاب كان على الزوجات، اللاتي لا يكن إلا حرائر بالنسبة له ﷺ ].
[ش (وطأ لها خلفه) أصلح لها مكانا على الراحلة لتركب عليها. (مد الحجاب) مد عليها ما يحجبها].
[ش أخرجه مسلم في النكاح، باب: نكاح المتعة وبيان أنه أبيح ثم نسخ. وفي الصيد والذبائح، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، رقم: 1407 (متعة النساء) زواج المرأة لمدة معينة، بلفظ التمتع، على قدر من المال. كان مباحا ثم حرم باتفاق من يعتد به من علماء المسلمين].
[ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، رقم: 561)].
[ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح باب: في أكل لحم الخيل، رقم: 1941)].
[ش (ألبتة) قطعا، من البت وهو القطع، والأشهر أن همزتها قطع. (العذرة) النجاسة].
[ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، رقم: 1938)].
[ش أخرجه مسلم في الصيد والذبائح، باب: تحريم أكل لحم الحمر الإنسية، رقم 1939.
(حمولة الناس) يحمل عليها الناس أمتعتهم، والحمولة كل ما يحمل عليه من الدواب. (لحم الحمر) بيان للضمير في قوله (حرمه) أي حرم لحم الحمر الأهلية. (لحم) منصوب بفعل تقديره أعني].
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضي الله عنهم، رقم: 2502، 2503.
(من هذه) فيه دلالة على أنها كانت مستورة الوجه، إذ لو كانت مكشوفة لعرفها بمجرد رؤيتها، ولما احتاج أن يستفسر عنها. وهذا دليل على أن حجاب المرأة المسلمة يشمل الوجه، وان هذا كان شائعا مألوفا على عهد رسول الله ﷺ ، وهو الذي فهمه زوجات أصحابه، رضوان الله عليهم وعليهن، من آيات الله عز وجل وبيان رسوله ﷺ . (آلحبشية) نسبها إلى الحبشة لأنها هاجرت إليها وسكنت فيها. (آلبحرية) أي التي ركبت البحر عند هجرتها. (البعداء) عن الدين، جمع بعيد. (البغضاء) للدين، جمع بغيض. (في الله) في سبيله وطلب رضاه. (وايم الله) أيمن الله، وهو من صيغ القسم. (أزيغ) أميل عن الحق وأبتعد عنه].
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم، رقم: 2499.
(حكيم) أي رجل ذو حكمة وشجاعة. (تنظروهم) وفي نسخة (تنتظروهم) أي إن هذا الحكيم يقول للعدو إذا واجهه: إن أصحابي يحبون القتال في سبيل الله، لا يبالون بما يصيبهم في ذلك، فانتظروهم حتى يأتوكم. وعلى رواية (لقي الخيل) يحتمل أن يكون خيل المسلمين. ومعناه: أن أصحابه كانوا رجالة على أقدامهم، فكان يأمر الفرسان أن ينتظروهم ليسيروا معهم إلى العدو].
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، رقم: 115.
(المتاع) كل ما ينتفع به ويرغب في اقتنائه من طعام وأثاث وسلع وأموال ونحوها. (الحوائط) جمع حائط، وهو البستان من النخيل. (وادي القرى) اسم موضع بقرب المدينة. (أحد بني الضباب) هو رفاعة بن زيد، وبنو الضباب قبيلة، والضباب جمع ضب، وهو دويبة معروفة في الحجاز. (رحل)ما يوضع على البعير ليركب عليه. (عائر) حائد عن قصده، لا يدري من أين أتى. (أصابها) أخذها ونالها. (لم تصبها المقاسم) أي قسمة الغنائم المشروعة، لأنه أخذها قبل قسمة الغنيمة، فهي غلول أي خيانة. (بشراك) هو سير النعل على ظهر القدم].
[ش (ببانا) فقراء معدمين لا شيء لهم، متساوين في الفقر. (خزانة لهم) كالخزانة يقتسمون ما فيها كل وقت].
[ش (تدأدأ) أقبل علينا مسرعا].
[ش (فوجدت) من الموجدة وهي الغض، وحصل ذلك لها على مقتضى البشرية، ثم سكن بعد ذلك لما علمت وجه الحق. (فهجرته) لم تلتق به. (يؤذن) يعلم. (وجه) عذر في عدم مبايعته، لاشتغاله ببنت رسول الله ﷺ وتسلية خاطرها. (استنكر..) رآها متغيرة وكأنها تنكر عليه. (كراهية لمحضر عمر) أي مخافة أن يحضر عمر رضي الله عنه معه، وإنما كره ذلك لأن حضوره قد يكثر المعاتبة. (لم ننفس) لم نحسدك على الخلافة. (استبددت) من الاستبداد، وهو الاستقلال بالشيء، أي لم تعطنا شيئا من الإمارة أو الولاية، ولم تأخذ رأينا فيها. (بالأمر) بأمر الخلافة. (فلم آل) أقصر. (عذره) قبل عذره. (قريبا) قريبين منه ومجيبين له ومقدرين. (راجع الأمر المعروف) أي رجع إلى ما هو حق وخير ومطابق لشرع الله عز وجل، ووافق الصحابة رضي الله عنهم بالمبايعة للخلافة].