باب: وقد بني تميم

-3- 64 – باب: وقد بني تميم.

4107 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن أبي صخرة، عن صفوان بن محرز المازني، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:

أتى نفر من بني تميم النبي ﷺ ، فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا، فرئي ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله.

قال ابن إسحاق: غزوة عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بني العنبر من بني تميم. بعثه النبي ﷺ إليهم، فأغار، وأصاب منهم ناسا، وسبى منهم نساء.

4108 – حدثني زهير بن حرب: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله ﷺ يقولها فيهم: (هم أشد أمتي على الدجال). وكانت منهم سبية عند عائشة، فقال: (أعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل). وجاءت صدقاتهم، فقال: (هذه صدقات قوم، أو: قومي).

4019 – حدثني إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف: إن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي ملكية: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم:

أنه قدم ركب من بني تميم على النبي ﷺ ، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا}. حتى انقضت.


[ش (ابن إسحاق) صاحب كتاب المغازي هو أصل سيرة ابن هشام. (أصاب منهم ناسا) قتلهم وأسرهم. (سبى) من السبي، وهو ما يؤخذ من نساء الأعداء وأطفالهم].

[ش (خلافي) مخالفة قولي. (فتماريا) تجادلا وتخصما. (لا تقدموا) لا تقطعوا في أمر ولا تحكموا فيه. (انقضت) الآيات الأولى من سورة الحجرات، وهي: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم. يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم} /الحجرات: 1 – 3/. (بين يدي..) قبل أن يحكم الله تعالى أو رسوله صلى الله عليهوسلم ويأذن فيه. (ترفعوا..) لا تجعلوا كلامكم مرتفعا على كلامه ﷺ في الخطاب. (ولا تجهروا..) إذا كلمتموه وهو صامت فلا تبلغوا بكلامكم الجهر المتعارف بينكم، ولا تنادوه باسمه: يا محمد، بل قولوا: يا رسول الله، ونبي الله، ﷺ . (أن تحبط أعمالكم) خشية أن تبطل أعمالكم الصالحة ويذهب ثوابها. (يغضون) يخفضون. (عند رسول الله) في مجلسه وأثناء مكالمته. (امتحن..) اختبرها وخلصها من كل شائبة فسوق أو عصيان، كما يمتحن الذهب بالنار، ليخرج خالصه وتذهب شوائبه].