باب: قول الله: {وعلم آدم الأسماء كلها}

-3- 3 – باب: قول الله: {وعلم آدم الأسماء كلها} /31/.

4206 – حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي ﷺ . قال لي خليفة: حدثنا يزيد ابن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه،

عن النبي ﷺ قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتونا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد ﷺ ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتونني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع. فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي، مثله، ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود).

قال أبو عبد الله: إلا من حبسه القرآن، يعني قول الله تعالى: {خالدين فيها}.


[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم: 193

(يريحنا) من الإراحة. ( لست هناكم) لست أهلا لهذه المرتبة وهذا العمل. (ذنبه) وهو قربان الشجرة التي نهي عن الأكل منها. (أول رسول) بعد الطوفان الذي حصل وأهلك الناس. (ما ليس له به علم) ما لم يطلع على الحكمة منه، وذلك عندما سأل ربه تعالى نجاة ولده من الغرق، قال تعالى: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني أعظك أن تكون من الجاهلين. قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين..} /هود: 45 – 47/. (نادى) دعا وسأل. (إن وعدك الحق) ثابت، لا شك في إنجازه والوفاء به، وقد وعدتني أن تنجي أهلي، فما بال ولدي يهلك. (ليس من أهلك) الذين يستحقون النجاة لأنه لم يكن على دينك وملتك. (إنه عمل غير صالح) إن ولدك ذو عمل غير صالح لأن ينجيه من الهلاك، لأنه أشرك بالله تعالى وكذب برسالتك. (أعظك) أنهاك. (الجاهلين) الذين يسألون الناس عن كل شيء، وإن كان مما خفيت عنهم حكمته، أو الذين لم ينتبهوا لمثل هذا الأمر. (أعوذ) ألتجئ وأعتذر. (قتل النفس) هو قتله القبطي. (كلمته) لأنه وجد بكلمة كن. (روحه) لأنه ذو روح. (بتحميد يعلمنيه) بجمل وألفاظ فيها أعلى معاني الحمد، يلهمني الله تعالى إياها في ذاك الموقف. (فيحد لي حدا) يعين لي قوما. (إليه) إلى الله عز وجل. (مثله) أي فعلت مثل ما فعلت في المرة الأولى. (حبسه القرآن) حكم عليه القرآن بالخلود في النار بمثل قوله تعالى {خالدين فيها} حيثما ورد في القرآن]