-3- 30 – باب: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}.
إلى قوله: {يتقون} /187/. “العاكف” /الحج: 25/: المقيم.
4239/4240 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن الشعبي، عن عدي قال:
أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود، حتى كان بعض الليل نظر، فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله، جعلت تحت وسادي، قال: (إن وسادك إذا لعريض: أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك).
(4240) – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما خيطان؟ قال: (إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين). ثم قال: (لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار).
4241 – حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: وأنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. ولم ينزل {من الفجر} وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده: {من الفجر} فعلموا أنما يعني الليل من النهار.
[ش (الخيط الأبيض) أول ما يبدو من ضوء الفجر المعترض في الأفق، وهو ما يسمى بالفجر الصادق. (الخيط الأسود) سواد الليل الذي يمتد مع الفجر الصادق. (تباشروهن) تجامعوهن. (عاكفون) وأنتم في حال نية الاعتكاف في المساجد. والاعتكاف: هو ملازمة الشيء والإقامة عليه، وشرعا: الإقامة في المسجد نبنية التعبد لله تعالى. (إلى قوله) وتتمتها: {تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون..} (تلك) ما ذكر لكم من أحكام الصيام والاعتكاف هي من فرائض الله تعالى وشرائعه، فلا تأتوا ما منعتم منها، ولا تغيروا فيها أو تبدلوا. (يبين) يفصل ويوضح. (آياته) معالم دينه وأحكام شرعه. (يتقون) يحذرون ما حرم الله عليهم، ويطيعون الله في فعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فينجون يوم القيامة من عذابه، ويفوزون بجنته ورضوانه]
[ش (وسادك إذا لعريض..) الوساد هو المخدة، وهذا الكلام كناية عن الوصف بالغباوة، إذ فهم هذا الفهم وفعل هذا الفعل، ومثله في الحديث الآتي: (إنك لعريض القفا) وهو مؤخرة الرأس، وعرضه عنوان الغباوة في المرء]