باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين}

-3- 32 – باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} /193/.

4243 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي ﷺ ، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي، فقالا: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله.

وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: أخبرني فلان، وحيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد الله حدثه، عن نافع: أن رجلا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما حملك على أن تحج وتعتمر عاما، وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل، فد علمت ما رغب الله فيه؟ قال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله }. {قاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال: فعلنا على عهد رسول الله ﷺ وكان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما قتلوه وإما يعذبونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكأن الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه. أما علي فابن عم رسول الله ﷺ وختنه، وأشار بيده، فقال: هذا بيته حيث ترون.


(فتنة) شرك أو ردة عن الدين. (ويكون الدين لله) تخلص العبادة والخضوع لله تعالى وحده بالخضوع لشرعه. (انتهوا) عن الشرك أو عن قتالكم. (عدوان) فلا قتال. (الظالمين) الذين يرجعون إلى الكفر وينقضون العهد، أو الذين استمروا على الكفر فما ينتهون عنه]

 (رجلان) العلاء بن عرار وحبان صاحب الدثينة: موضع بالشأم أو بعدن. (ضيعوا) صنعوا ما نرى من الاختلاف، فأضاعوا الدين والدنيا. (وقاتلوهم..) /البقرة: 193/ و/الأنفال: 39/. (فلان) قيل: إنه عبد الله بن لهيعة. (ما رغب الله فيه) كثرة ترغيب الله عز وجل في الجهاد. (رجلا) قيل: إنه كليم. (طائفتان) جماعتان. (بغت) تعدت وتجاوزت. (تفيء) ترجع. /الحجرات: 9/. (عفا عنه) انظر: 3495. (ختنه) زوج بنته. (حيث ترون) أي بين بيوته ﷺ ، وأراد بذلك شدة قربه منه]