-3- 74 – باب: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} /188/.
4291 – حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله ﷺ ، كان إذا خرج رسول الله ﷺ إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله ﷺ ، فإذا قدم رسول الله ﷺ اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لا يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}. الآية.
4292 – حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم، عن ابن أبي مليكة: أن علقمة بن وقاص أخبره:
أن مروان قال لبوابة: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لا يفعل، معذبا لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي ﷺ يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب – كذلك، حتى قوله – يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}.
تابعه عبد الرزاق، عن ابن جريج.
حدثنا مقاتل: أخبرنا الحجاج، عن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره: أن مروان: بهذا.
[ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم، رقم: 2777
(الآية) /آل عمران: 188/. وتتمتها: {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم}. (أتوا) فعلوا. (بمفازة) بمنجاة].
[ش أخرجه مسلم في أوائل صفات المنافقين وأحكامهم، رقم: 2778
(ومالكم ولهذه) أي لم تسألون عن هذه المسألة، وهذه الآية لم تنزل فيكم. (استحمدوا اإليه) صاروا محمودين عنده. (ميثاق) عهد. (أتوا الكتاب) اليهود والنصارى، أعطاهم الله تعالى علم الكتاب المنزل من التوراة والإنجيل. /آل عمران: 187/. وتتمتها: {لتبيننه للناس ولا تكتموته فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون..} (فنبذوه) طرحوا الميثاق. (وراء ظهورهم) أهملوه ولم يعلموا به. (اشتروا به) استبدلوا به. (ثمنا قليلا) من الرياسة الدنيوية ومتاعها. (كذلك) إشارة إلى أن الذين أخبر عنهم في الآية المسؤول عنها هم المذكرون في الآية قبلها، انظر: 4291).