-3- 117 – باب: قوله: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} /90/.
وقال ابن عباس: الأزلام: القداح يقتسمون بها في الأمور، والنصب: أنصاب يذبحون عليها.
وقال غيره: الزلم: القدح لا ريش له، وهو واحد الأزلام، والاستقسام: أن يجيل القداح، فإن نهته انتهى، وإن أمرته فعل ما تأمره، وقد أعلموا القداح أعلاما، بضروب يستقسمون بها، وفعلت منه قسمت، والقسوم المصدر. يجيل: يدير.
4340 – حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا محمد بن بشر: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
نزل تحريم الخمر، وإن في المدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما فيها شراب العنب.
4341 – حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
ما كان لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرمت الخمر، قالوا: أهرق هذه القلال يا أنس، قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل.
4342 – حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر قال:
صبح أناس صباح أحد الخمر، فقتلوا من يومهم جميعا شهداء، وذلك قبل تحريمها.
4343 – حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي ﷺ يقول:
أما بعد، أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل.
[ش (الميسر) هو القمار، وهو كل شيء يبنى على المقامرة ولا تعرف نتيجته، من لعب أو غيره، ويدخل فيه ما يسمى الآن باليانصيب. (رجس) نجس ودنس. (القداح) قطع خشبية، كتب عليها: افعل، لا تفعل، وبعضها غير مكتوب عليه. (يقتسمون بها) يطلبون معرفة ما قسم لهم بالضرب بها. (النصب) حجارة ينصبونها، يذبحون عليها ويعبدونها. (القدح) السهم. (يجيل) يدير. (فإن) أي فإن طلع القدح الذي عليه إفعل فعل، وإن طلع الذي عليه لا تفعل لم يفعل. (أعلموا القداح) أي جعلوها معلمة لأنواع من الأمور، يطلبون بذلك ما قسم لهم. (فعلت منه..) أي من أخبر عن نفسه أنه فعل الاستقسام قال: قسمت، والقسوم مصدر قسمت].
[ش (لخمسة أشربة) هي شراب التمر وشراب العسل وشراب الحنطة وشراب الشعير وشراب الذرة. (ما فيها شراب العنب) لم يكن موجودا، والمراد بيان تحريم الأشربة على اختلاف مصادرها].
[ش (القلال) جمع قلة وهي الجرة التي يقلها – أي يحملها – القوي من الرجال. (عنها) عن تحريم الخمر. (راجعوها) أي لم يرجعوا إلى شرب الخمر، أو: لم يرجعوا إلى النبي ﷺ ليتأكدوا منه خبر التحريم، والله تعالى أعلم].
[ش (صبح..) شربوا في وقت الصباح. (غداة أحد) صبيحة يوم غزوة أحد].