باب: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا – إلى قوله – أو ينفوا من الأرض}



-3- 112 – باب: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا – إلى قوله – أو ينفوا من الأرض} /33/.

المحاربة لله الكفر به.

4334 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا ابن عون قال: حدثني سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة: أنه كان جالسا خلف عمر بن عبد العزيز، فذكروا وذكروا، فقالوا وقالوا: قد أقادت بها الخلفاء، فالتفت إلي أبي قلابة، وهو خلف ظهره: فقال:

ما تقول يا عبد الله بن زيد، أو قال: ما تقول يا أبا قلابة؟ قلت: ما علمت نفسا حل قتلها في الإسلام، إلا رجل زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس، أو حارب الله ورسوله ﷺ . فقال عنبسة: حدثنا أنس بكذا وكذا؟ قلت: إياي حدث أنس، قال: قدم قوم على النبي ﷺ فكلموه، فقالوا: قد استوخمنا هذه الأرض، فقال: (هذه نعم لنا تخرج، فاخرجوا فيها، فاشربوا من ألبانها وأبوالها). فخرجوا فيها، فشربوا من أبوالها وألبانها، واستصحوا، ومالوا على الرعي فقتلوه، واطردوا النعم، فما يستبطأ من هؤلاء؟ قتلوا النفس، وحاربوا الله ورسوله، وخوفوا رسول الله ﷺ . فقال: سبحان الله، فقلت: تتهمني؟ قال: حدثنا بهذا أنس. قال: وقال: يا أهل كذا، إنكم لن تزلوا بخير ما أبقي هذا فيكم، ومثل هذا.


[ش (يحاربون) يخالفون أمرهما ويعصونهما. (يسعون في الأرض فسادا) ينشرون الفساد في الأرض، بحملهم السلاح على المسلمين، وقطعهم الطريق، وإخافة الناس وإثارة الذعر في نفوسهم، وقتلهم الأنفس وسلبهم الأموال. (يصلبوا) يربطوا على خشبتين متصالبتين قبل القتل أو بعده. (إلىقوله) وتتمتها: {أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف}. (من خلاف) يخالف بينها: فتقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى. (ينفوا) يخرجوا أو يطاردوا ويشردوا في البلاد، أو يحبسوا].

[ش (فذكر وذكروا) أي ذكروا القسامة وما يتعلق بها، وأخذوا وردوا في الوضوع. (فقالوا وقالوا) أي قالوا كلاما في حكمها والاستدلال له، ومن جملة ما قالوا: (قد أقادت بها الخلفاء) أي قتلوا بها قصاصا. (إحصان) هو الوطء بعقد زواج صحيح، مع شروط تعرف في كتب الفقه. (حارب الله ورسوله) بمخالفة أوامرهما. (عنبسة) بن سعيد بن العاص. (اطردوا) ساقوها سوقا شديدا. (فما يستبطأ) أي شيء ينتظر منهم، وأي شيء أشد مما صنعوا. (حدثنا بهذا) أي بمثل الذي حدثتنا به، فأنا أصدق ما تقول. (يا أهل كذا) يا أهل الشام].