باب: قوله: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين}

-3- 192 – باب: قوله: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} /18/.

4424 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة،

يبلغ به النبي ﷺ ، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسة على صفوان – قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك – فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر – ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض – فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض – وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض – فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدنا حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء).

حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: (إذا قضى الله الأمر). وزاد: (والكاهن).

وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة: حدثنا أبو هريرة قال: (إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر). قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرا قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: {فرغ}. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا.


[ش (استرق السمع) حاول خفية: أن يسمع شيئا مما يتداوله أهل السماء من الأخبار. (فأتبعه) لحقه. (شهاب) شعلة من النار ساطعة. (مبين) ظاهر لذوي الأبصار].

[ش (خضعانا) مصدر من خضع، أي طاعة وانقيادا. (كالسلسة على صفوان) لها صوت كصوت السلسة على الحجر الأملس. (علي) بن عبد الله شيخ البخاري. (غيره) أي غير سفيان الذي روى عنه علي. (ينفذهم ذلك) ينفذ الله إلى الملائكة الأمر الذي قضاه، وهذه الجملة زيادة غير سفيان. (فزععن قلوبهم) زال عنها الخوف والفزع. (قالوا) أي سأل عامة الملائكة خاصتهم. (قالوا) أي الخاصة كجبريل وميكائيل عليهما السلام. (للذي قال) لأجل ما قضاه الله تعالى وقاله، أو: قالوا: للذي سأل. (مسترقو السمع) وهم مردة الشياطين. (الساحر) المنجم. (وزاد..) أي زاد في هذه الرواية لفظ الكاهن على الساحر فقال: (على فم الساحر والكاهن). (قلت لسفيان) القائل هو علي بن عبد الله. (سفيان) هو ابن عيينة. (عمرو) بن دينار، والقراءة المشهورة المتواترة {فزع} /سبأ: 23/. (وهي قراءتنا) قال العيني: قال الكرماني: كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة؟ قلت: لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا].