باب: سورة بني إسرائيل [الإسراء]

-3- 199 – باب: سورة بني إسرائيل [الإسراء].

4431 – حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال، في بني إسرائيل والكهف ومريم:

إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.

قال ابن عباس: {فسينغضون إليك رؤوسهم} /51/: يهزون. وقال غيره: نغصت سنك أي تحركت.

{وقضينا إلى بني إسرائيل} /4/: أخبرناهم أنهم سيفسدون، والقضاء على وجوه: {وقضى ربك} /23/: أمر ربك. ومنه: الحكم: {إن ربك يقضي بينهم} /يونس: 93/ و/النمل: 78/ و/الجاثية: 17/. ومنه: الخلق: {فقضاهن سبع سماوات} /فصلت: 12/: خلقهن.

[نفيرا} /6/: من ينفر معه. {وليتبروا} يدمروا {ما علوا} /7/. {حصيرا} /8/: محبسا، محصرا. {حق} /16/: وجب. {ميسورا} /28/: لينا. {خطئا} /31/: إثما، وهو اسم من خطئت، والخطأ – مفتوح – مصدره من الإثم، خطئت بمعنى أخطأت. {لن تخرق} /37/: لن تقطع. {وإذ هم نجوى} /47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. {رفاتا} /49 – 98/: حطاما. {واستفزز} /64/: استخف. {بخيلك} /64/: الفرسان، والرجل: الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب، وتاجر وتجر. {حاصبا} /68/: الريح العاصف، والخاصب أيضا: ما ترمي به الريح، ومنه {حصب جهنم} /الأنبياء: 98/: يرمى به في جهنم، وهو حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب: مشتق من الحصباء والحجارة. {تارة} /69/: مرة، وجماعته تيرة وتارات. {لأحتنكن} /62/: لأستأصلنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه. {طائره} /13/: حظه.

وقال ابن عباس: كل سلطان في القرآن فهو حجة. {ولي من الذل} /111/: لم يحالف أحدا.


[ش (العتاق) جمع عتيق، وهو كل شيء بلغ الغاية في الجودة، والمراد: تفضيل هذه السور، لما يتضمنه كل منها من أمر غريب خارق للعادة، كالإسراء وقصة أصحاب الكهف وقصة حمل مريم عليها السلام، ونحو ذلك. (الأول) باعتبار نزولها، فإنها نزلت في مكة قبل الهجرة. (تلادي) محفوظاتي القديمة، والتالد والتلاد كل ما كان قديما. (غيره) غير ابن عباس رضي الله عنهما، منهم أبو عبيدة رحمه الله تعالى. (وجوه) معان. (نفيرا) عددا. (من ينفر معه) أي مع الرجل من عشيرته وأهل بيته. (ما علوا) ما غلبوا عليه من بلادكم. (خطأ) هو أيضا مصدر خطئ يخطأ إذا أذنب أو تعمد الذنب، وإطلاقه على الذنب من باب التسمية بالمصدر. (الخطأ..) وهو أيضا اسم بمعنى ضد الصواب. (تخرق) تثقب وتشقق. (نجوى) وهي التكلم في السر، وتطلق على الحديث الذي يسار به. (فوصفهم بها) أي مبالغة، أي كأنهم هم النجوى والحقيقة أن النجوى فعلهم، كما يقال:فلان عدل، مبالغة في عدالته. (استفزز) استفزه: أثاره وأزعجه واستخفه وهيجه. (بخيلك) الخيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهي في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا، ويستعمل في كل منهما منفردا. (الرجل..) الرجل: اسم جمع لراجل وهو الماشي على رجليه، يشير إلى قوله تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} /الإسراء: 64/. (أجلب) أجلب على فرسه: استحثه للعدو بوكز أو صياح ونحوه، وأجلب عليه القوم: تألبوا وتجمعوا. والمعنى: اجمع عليهم كل ما تستطيع من مكايدك وحبائلك، واستحثهم على الإغواء بكل وسائلك، وإن كان لك ركبان من الجند ومشاة فاستعن بهم. (حاصبا) ريحا مهلكة بحجارة أو غيرها. (حصب جهنم) الحصب كل ما يلقى في النار لتسجر به، أي لتوقد به. (الحصباء) صغار الحصى. (تارة) كرة ومرة. (جماعته) جمعه. (لأحتنكن) وقيل: معناه: لأملكن مقادتهم، ولأستولين عليهم بالإغواء والإضلال. مأخوذ من: احتنك الفرس إذاجعل في حنكه اللجام، واحتنك الجراد الأرض أتى على ما فيها من نبات، كأنه استولى على ذلك بحنكه. (حظه) أي نصيبه من الخير أو الشر، وقيل: المراد بالطائر العمل، وقيل: خيره وشره معه، لا يفارقه حتى يحاسب عليه. (كل سلطان..) يشير إلى قوله تعالى: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا} /الإسراء: 33/: أي قوة وغلبة وتسلطا على القاتل، وحجة له في استحقاق القصاص عليه. وإلى قوله تعالى: {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} /الإسراء: 80/: أي غلبة وقهرا للأعداء، وحجة بينة أحاج بها عن دينك وأنصر شريعتك. (لم يحالف..) أي لم يوال أحدا لأجل مذلة به ليدفعها عنه بموالاته. والولي النصير، والذل الهوان والضعف].