-3- 239 – باب: قوله عز وجل: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} /6/.
4468 – حدثنا إسحاق: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري، عن سهل بن سعد:
أن عويمرا أتى عاصم بن عدي، وكان سيد بني عجلان، فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله ﷺ عن ذلك. فأتى عاصم النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله ﷺ المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله ﷺ كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله ﷺ عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله ﷺ : (قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك). فأمرهمارسول الله ﷺ بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله، إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله ﷺ : (انظروا، فإن جاءت به أسحم، أدعج العينين، عظيم الأليتين،خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها. وإن جاءت به أحيمر، كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها). فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله ﷺ من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه.
[ش (فشهادة أحدهم) أي في الرمي بالزنا لزوجته. (أربع شهادات) أي يكرر شهادته أربع مرات، يقول في كل مرة: أشهد بالله أني صادق فيما اتهمتها به من الزنا]
[ش (بالملاعنة) ملاعنة الرجل زوجته، وسميت بذلك لقول الزوج في المرة الخامسة: وعلي لعنة الله إن كنت كاذبا فيما رميتها به من الزنا. (حبستها)
أمسكتها عندي وأبقيتها في عصمتي. (ظلمتها) لم أعاشرها بالمعروف، ولم أوفها حقها كزوجة، لأن نفسي تأنف من التمتع بها. (فكانت) الفرقة بينهما.
(سنة) حكما شرعيا يعمل به (أسحم) شديد السواد. (أدج) أكحل، أو شديد سواد العينين. (عظيم الأليتين) ضخم العجز، مثنى ألية. (خدلج الساقين) ساقاه ممتلئتان لحما. (أحيمر) تصغير أحمر، أي شديد الشقرة. (وحرة) دويبة تترامى على اللحم والطعام فتفسده، وهي من أنواع الوزغ – سام أبرص – شبهه بها لحمرتها وقصرها. ( النعت) الوصف.