باب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}

-3- 263 – باب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} /56/.

4494 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد ابن المسيب، عن أبيه قال:

لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله ﷺ ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: (أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله ﷺ يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: قال رسول الله ﷺ : (والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فأنزل الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. وأنزل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله ﷺ : {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.

قال ابن عباس: {أولي القوة} /76/: لا يرفعها العصبة من الرجال. {لتنوء} /76/: لتثقل. {فارغا} /10/: إلا من ذكر موسى. {الفرحين} /76/: المرحين. {قصيه} /11/: اتبعي أثره، وقد يكون: أن يقص الكلام. {نحن نقص عليك} /يوسف: 3/. {عن جنب} /11/: عن بعد، عن جنابة واحد، وعن اجتناب أيضا. {يبطش} /19/: ويبطش. {يأتمرون} /20/: يتشاورون. العدوان والعداء والتعدي واحد. {آنس} /29/: أبصر. الجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب، والشهاب فيه لهب. {كأنها جان} /31/: وهي في آية أخرى: كأنها {حية تسعى} /طه: 20/. والحيات أجناس: الجان، والأفاعي، والأساود. {ردأ} /34/: معينا، قال ابن عباس: لكي {يصدقني}.

وقال غيره: {سنشد} /35/: سنعينك، كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا. مقبوحين: مهلكين. {وصلنا} /51/: بيناه وأتممناه. {يجبى} /57/: يجلب. {بطرت} /58/: أشرت. {في أمها رسولا} /59/: أم القرى مكة وما حولها. {تكن} /69/: تخفي، أكننت الشيء أخفيته، وكننته أخفيته وأظهرته. {ويكأن الله} /82/: مثل: ألم تر أن الله يبسط الزق لمن يشاء ويقدر: يوسع عليه، ويضيق عليه.


[ش (أولي القوة) أصحاب القوة. (العصبة) مابين العشرة إلى الخمسة عشر، وقيل غير ذلك. (المرحين) الأشرين البطرين المتكبرين. (يقص الكلام) يخبر به. (نقص عليك) نخبرك. (يبطش) يضرب بعنف وشدة. (العدوان) يشير إلى قوله تعالى: {قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل} /28/. (قال) موسى عليه السلام. (ذلك) أي العاقد. (الأجلين) اللذين ذكرهما شعيب عليه السلام بقوله: {أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك} /القصص: 27/. تأجرني: تعمل أجيرا عندي. (حجج) سنين. (عدوان) تجاوز للحق بطلب الزيادة عليه. (الجذوة) يشير إلى قوله تعالى: {لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون} /القصص: 29/: تستدفئون. وجذوة بضم الجيم وفتحها وكسرها، وقرئ بها. (الشهاب) يشير إلى قوله تعالى: {سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون} /النمل: 7/. قبس: قطعة من نار مقتبسة برأس عود أو فتيل. (كأنها جان) أي في سرعة حركتها، وإن كان جسمها كبيرا، والجان أصغر الحيات. (آية أخرى) ولفظها: {فإذا هي حية تسعى) تمشي، والحية هي الأفعى، وهي أكبر من الجان وأصغر من الثعبان، وقد جاء في آية ثالثة أنها ثعبان، قال تعالى: {فألقى عصاهفإذا هي ثعبان مبين} /الأعراف: 107/ والشعراء: 32/: أي ظاهر وواضح، والثعبان هو أكبر ما يكون من الحيات. ووجه الجمع بين الآيات الثلاث: أن الحية اسم جامع للكبير والصغير والذكر والأنثى، وأنها كانت في عظم الثعبان وحركة الجان. وقيل كانت في ابتداء حالها جانا على قدر العصا، ثم أخذت تتورم وتنتفخ حتى صارت ثعبانا في انتهاء حالها. وقيل: كانت حية ليلة مخاطبة الله تعالى لموسى عليه السلام، وكانت ثعبانا حين ألقاها أمام فرعون. (الأساود) جمع أسود، وهو الثعبان. (يصدقني) قرأ عاصم وحمزة بضم القاف على الرفع صفة لردأ، وقرأ غيرهما بسكونها على الجزم جوابا لقوله: {فأرسله}. والمراد بتصديقه: إعانته بالمجادلة وبيان الحجج وتقرير البراهين لفصاحته. (سنشد..) شد العضد كناية عن التقوية. (عززت) قويت. (مقبوحين) من قوله تعالى: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} /القصص: 42/: أي المبعدين من كل خير، أو الذين تسوء صورتهم بحيث يشمئز منهم من يراهم ويسخر منهم. (يجبى) وقرأ نافع: {تجبى} بالتاء. (أشرت) قابلت النعمة بالنكران والمعصية. (أمها) أكبرها وأعظمها التي يرتبط بها ما حولها. (أخفيته وأظهرته) أي فهو من الأضداد، أي من الألفاظ التي تستعمل لمعنى وضده. (ويكأن) وي كلمة تنبيه على الخطأ، وكأن حرف مشبه بالفعل. (مثل..) أي ويكأن مثل ألم تر أي تعلم بما تشاهده من دلائل على ذلك. (ألم تر..) اللفظ القرآني: {أولم يروا أن الله يبسط..} /الروم: 37/].