باب: قوله: {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}

-3- 279 – باب: قوله: {ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك} /51/.
قال ابن عباس: {ترجىء} تؤخر، {أرجئه} /الأعراف: 111/ و /الشعراء: 36/: أخره.
4510 – حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة قال: هشام حدثنا عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ﷺ ، وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.

4511 – حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ كان يستأذن في يوم المرأة منا، بعد أن أنزلت هذه الآية: {ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}. فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذاك إلي، فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثرعليك أحدا. تابعه عباد بن عباد: سمع عاصما.


[ش أخرجه مسلم في الرضاع، باب: جواز هبتها نوبتها لضرتها، رقم: 1464.
(أغار) المراد هنا أعيب، وقد ورد بلفظ (كانت تعير). (وهبن أنفسهن) عرضن أنفسهن على النبي ﷺ أن يتزوجهن إذا رغب بدون مهر يطلبنه. وقيل من هؤلاء الواهبات: خولة بنت حكيم، وأم شريك، وفاطمة بنت شريح، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث، وليلى بنت الحطيم، رضي الله عنهن. (ترجئ) قرأ مدني وحمزة وعلي وخلف وحفص {ترجي} بلا همز، وقرأ غيرهم بالهمز، والمعنى واحد. (تؤوي) تضم. (ابتغيت) طلبت وأردت إصابتها فجامعتها. (ممن عزلت) أي ممن لم تقسم لهن. (فلا جناح عليك) فلا إثم عليك في إصابتها، وقد أباح الله تعالى لك ترك القسم لهن. (يسارع في هواك) يحقق لك مرادك بلا تأخير].

[ش أخرجه مسلم في الطلاق، باب: بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية، رقم: 1476.
(إن كان ذاك إلي) أي إن كان الاستئذان عائدا إلي أمره. (لا أوثر) عليك بإقامتك عندي. (أحدا) من النساء].