باب: تفسير سورة الزمر

-3- 295 – باب: تفسير سورة الزمر.

وقال مجاهد: {أفمن يتقي بوجهه} /24/: يجر على وجهه في النار، وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي يوم القيامة} /فصلت: 40/. {ذي عوج} /28/: لبس. {ورجلا سلما لرجل} /29/: مثل لآلهتهم الباطل والإله الحق. {ويخوفونك بالذين من دونه} /36/: بالأوثان. خولنا: أعطينا. {والذي جاء بالصدق} القرآن {وصدق به} /33/: المؤمن يجيء يوم القيامة يقول: هذا الذي أعطيتني، عملت بما فيه. {متشاكسون} /29/: الشكس: العسر لا يرضى بالإنصاف. {ورجلا سلما} /29/: ويقال: سالما: صالحا. {اشمأزت} /45/: نفرت. {بمفازتهم} /61/: من الفوز. {حافين} /75/: أطافوا به، مطيفين بحفافيه: بجوانبه. {متشابها} /23/: ليس من الاشتباه، ولكن يشبه بعضه بعضا في التصديق.


[ش (يتقي بوجهه) يجعل وجهه وقاية للعذاب وحاجزا عنه. (وهو قوله) أي مثل قوله تعالى.. (سلما) وقرئ {سلما} و {سالما}. (مثل..) أي مثل ضربه الله تعالى: للكافر الذي يعبد آلهة شتى، فهو مشتت تتقاذفه جهات متعددة يسعى لكسب رضاها وهي مختلفة الأهواء، والمؤمن الذي لا يعبدإلا الله عز وجل، فهو مستقيم الوجهة، يسعى لهدف واحد، مطمئن النفس مرتاح البال. ولقد عبر القرآن عن هذا أروع تعبير إذ قال: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا} [رجلا: مملوكا. متشاكسون: مختلفون متشاحون سيئة أخلاقهم. سلما: خالصا] فكما أن العبد المملوك لهذا العديد من النوع من المالكين يكون قلقا متعبا، فكذلك الكافر والمشرك الذي يعبد غير الله تعالى، وكما أن العبد الخاص بمالك واحد يكون مرتاحا ناعم البال، فكذلك المؤمن الذي يخلص وجهه لله عز وجل. (ويخوفونك..) يخوفك المشركون أن تصيبك أصنامهم بسوء إذا لم تكف عن عيبها وذمها، وهذا عنوان ضلالتهم وجهلهم، إذ لم يدركوا أنها لا تملك ضرا ولا نفعا، بل الله تعالى هو القاهر فوق عباده، وهو يحميك من كل أذى وسوء (خولنا) يشير إلى قوله تعالى: {فإذا مس الإنسان الضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم} /الزمر: 49/: أي إن من خلق هذا الإنسان أن يضرع إلى الله تعالى عند الشدائد، ويتوجه إليه دون سواه، فإذا كشفنا عنه المصيبة وأجبنا دعاءه، وبدلنا النقمة عليه نعمة، إذا به ينكر فضل الله تبارك وتعالى، ويدعي أن ما هو فيه من نعمة حصله بجهده، وناله باستحقاق، لأنه أهل له. (مطيفين) من الإطافة وهي الدوران. (الاشتباه) الالتباس والاختلاط. (في التصديق) أي في تفسير بعضه بعضا].