-3- 324 – باب: قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} /2/.
4556 – حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا ابن عيينة: حدثنا زياد، هو ابن علاقة: أنه المغيرة يقول:
قام النبي ﷺ حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).
4557 – حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: أخبرنا حيوة، عن أبي الأسود: سمع عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن نبي الله ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا). فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع، قام فقرأ ثم ركع.
[ش (ما تقدم من ذنبك) المراد بذنبه ﷺ ما وقع منه خلاف الأولى وخطأ في تقدير الأمر قبل نزول الوحي، كاختياره فداء الأسرة وعبوسه في وجه ابن مكتوم رضي الله عنه، ونحو ذلك، من باب: حسنات الأبرار سيئات المقربين، وحاصله: إعلاء منزلته ﷺ فوق كل منزلة. (ويتم نعمته عليك) بإعلاء دينك ونصرتك والتمكين لك ولأتباعك. (يهديك..) يثبتك على الحق والدين المرضي].
[ش (تتفطر) تتشقق. (كثر لحمه) قال العيني: وأنكر الداودي هذه اللفظة، والحديث: (فلما بدن) أي كبر، فكأن الراوي تأوله على كثرة اللحم، وقال ابن الجوزي: لم يصفه أحد بالسمن، ولقد مات وما شبع من خبز الخمير في يوم مرتين، وأحسب بعض الرواة لما رأى (بدن) ظن كثر لحمه، وليس كذلك، وإنما هو: بدن تبدينا أي اسن. هذا كلام العيني، ولعل كلمة [الخمير] مصفحة عن كلمة الشعير، لأن هذا هو المشهور. وخبز الخمير هو الخبز الذي خمر عجينه، أي غطي وترك ليصير خبزه جيدا].