-3- 16 – باب: الأكفاء في الدين.
وقوله: {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا} /الفرقان: 54/.
4800 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها:
أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان ممن شهد بدرا مع النبي ﷺ ، تبنى سالما، وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد ابن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لإمرأة من الأنصار، كما تبنى النبي ﷺ زيدا، وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله: {ادعوهم لأبائهم – إلى قوله – ومواليكم}. فردوا إلى أبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري – وهي امرأة أبي حذيفة – النبي ﷺ فقالت: يا رسول اللهإنا كنا نرى سالما ولدا، وقد أنزل الله فيه ما قد علمت.. فذكر الحديث.
4801 – حدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
دخل رسول الله ﷺ على ضباعة بنت الزبير فقال لها: (لعلك أردت الحج). قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: (حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي حيث حبستني). وكانت تحت المقداد بن الأسود.
4802 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريره رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:
(تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
4803 – حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال:
مر رجل على رسول الله ﷺ فقال: (ما تقولون في هذا). قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: (ما تقولون في هذا). قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع. فقال رسول الله ﷺ : (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)
[ش (الأكفاء) جمع كفء، وهو المثل والنظير. (من الماء) من نطفة. (فجعله) قسمين. (نسبا) ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم. (وصهرا) ذوات صهر، أي إناثا يصاهر بهن. والإتيان بالأية يفيد: أن البشر من منشأ واحد، فلا تمايز بينهم من حيث الجنس، وأنما ينبغي أن يكون التمايز من حيث الدين، ولذلك كانت الكفاءة بين الزوجين معتبرة بالدين لا بغيره].
[ش أجرجه مسلم في الحج، باب: جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر..، رقم: 1207
(ضباعة) بنت الزبير بن عبد المطلب، بنت عم رسول الله ﷺ . (محلي) مكان تحللي من الحرام. (حيث حبستني) هو المكان الذي قدرت لي فيه الإصابة بعلة المرض، وعجزت عن الإتيان بالمناسك. (تحت المقداد) زوجة له، أي وهذا يدل على أن الكفاءة ليست معتبرة بالنسب،وإلا لما جاز للمقداد أن يتزوج ضباعة، وهي بنت أشراف القوم، وهو كان حليفا متبنى].
[ش أخرجه مسلم في الرضاع، باب: استحباب نكاح ذات الدين، رقم: 1466.
(تنكح) تتزوج ويرغب فيها. (لأربع) لأجل خصال أربع، مجتمعة أومنفردة. (لحسبها) هو ما يعده الناس من مفاخر الآباء وشرفهم. (فاظفر) من الظفر وهو غاية البغية ونهاية المطلوب. (تربت يداك) هو في الأصل دعاء. معناه: لصقت يداك بالتراب، أي افتقرت، ولكن العرب أصبحت تستعملهللتعجب والحث على الشيء، وهذا هو المراد هنا]
[ش (حري) حقيق وجدير. (رجل من فقراء المسلمين) قيل هو جعيل بن سراقة رضي الله عنه]