باب: الخبز المرقَّق، والأكل على الخِوَان والسُّفرة

-3-7 – باب: الخبز المرقَّق، والأكل على الخِوَان والسُّفرة.

5070 – حدثنا محمد بن سنان: حدثنا همَّام، عن قتادة قال:

كنا عند أنس وعنده خبَّاز له، فقال: ما أكل النبي ﷺ خبزاً مرققاً، ولا شاة مسموطة حتى لقي الله.

5071 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن يونس – قال علي: هو الإسكاف – عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

ما علمت النبي ﷺ أكل على سُكُرُّجَةٍ قطُّ، ولا خُبِزَ له مرقَّق قطُّ، ولا أكل على خِوَان قطُّ. قيل لقتادة: فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال: على السُّفَر.

5072 – حدثنا ابن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرني حميد: أنه سمع أنساً يقول:

قام النبي ﷺ يبني بصفيَّة، فدعوت المسلمين إلى وليمته، أمر بالأنطاع فبُسطت، فألقي عليها التمر والأقِطُ والسمن. وقال عمرو، عن أنس: بنى بها النبي ﷺ ، ثم صنع حيساً في نطع.

5073 – حدثنا محمد: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، وعن وهب بن كيسان قال:

كان أهل الشام يعيِّرون ابن الزبير، يقولون يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيِّرونك بالنطاقين، هل تدري ما كان النطاقان؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله ﷺ بأحدهما، وجعلت في سفرته آخر، قال: فكان أهل الشامإذا عيَّروه بالنطاقين، يقول: إيهاً والإله، تلك شكاة ظاهر عنك عارها.

5074 – حدثنا أبو النعمان: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن أم حفيد بنت الحارث بن حزن، خالة ابن عباس، أهدت إلى النبي ﷺ سمناً وأقِطاً وأضُبًّا، فدعا بهنَّ، فأكِلْنَ على مائدته، وتركهنَّ النبي ﷺ كالمستقذر لهنَّ، ولو كُنَّ حراماً ما أكلن على مائدة النبي ﷺ ، ولا أمر بأكلهنَّ.


[ش (مسموطة) هي التي أزيل شعرها وصوفها بوضعها في الماء الحار ولم يسلخ جلدها، وقيل: هي المشوية بجلدها بعد ذلك].

[ش (الإسكاف) المشهور بهذا اللقب، هو يونس بن أبي الفرات. (سكرجة) هي قصاع يوضع فيها المشهيات كالسلطة ونحوها. (خوان) طبق مرتفع يوضع عليه الطعام، وهو ما يسمى الآن بالطاولة والمنضدة. (السفر) جمع سفرة، وهي جلد مستدير حوله حلق من حديد يضم به ويعلق، وكان يوضع فيه زاد المسافر الذي هو السفرة في الأصل، ويمكن أن تطلق على كل ما يوضع على الأرض ويوضع عليه الطعام].

[ش (يعيرون) يعيبون. (فأوكيت) من الوكاء، وهو الخيط الذي يشد به رأس الكيس أو القربة. (إيهاً) أي أعترف بما تقولون وأفتخر به. (شكاة) هو رفع الصوت بالقول القبيح. (ظاهر عنك) ارتفع عنك ولم يعلق بك، من الظهور وهو العلو والاتفارع، وهو عجز بيت، وصدره: وعيرها الواشونأني أحبها].