-3-29 – باب: الشرب من قدح النبي ﷺ وآنيته.
وقال أبو بردة: قال لي عبد الله بن سلام: ألا أسقيك في قدح شرب النبي ﷺ فيه.
5314 – حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
ذكر النبي ﷺ امرأة من العرب، فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت، فنزلت في أجم بني ساعدة، فخرج النبي ﷺ حتى جاءها، فدخل عليها فإذا امرأة منكِّسة رأسها، فلما كلَّمها النبي ﷺ قالت: أعوذ بالله منك، فقال: (قد أعذتك مني). فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله ﷺ جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك، فأقبل النبي ﷺ يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: (اسقنا يا سهل). فخرجت لهمبهذا القدح فأسقيتهم فيه، فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه.
قال: ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له.
5315 – حدثنا الحسن بن مُدْرِك قال: حدثني يحيى بن حمَّاد: أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول قال:
رأيت قدح النبي ﷺ عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نُضَار، قال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله ﷺ في هذا القدح أكثر من كذا وكذا.
قال: وقال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد، فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة، فقال له أبو طلحة: لا تغيِّرنَّ شيئاً صنعه رسول الله ﷺ ، فتركه.
[ش أخرجه مسلم في الأشربة، باب: عقوبة من شرب الخمر إذا لم يتب منها..، رقم: 2007.
(امرأة) هي الجونية.
(أجم) بناء يشبه القصر، وهو من حصون المدينة.
(منكسة..) مائلة برأسها إلى الأرض تنظر إليها.
(أشقى من ذلك) تريد أنها كانت شقية إذا فاتها التزويج برسول الله ﷺ .
(سقيفة) السقيفة: كل بناء سقفت به صفة أو شبهها مما يكون بارزاً، وسقيفة بني ساعدة التي اجتمع فيها المهاجرون والأنصار وبايعوا أبا بكر رضي الله عنه].
[ش (انصدع) انشق.
(فسلسله) وصل بعضه ببعض.
(نضار) خشب جيد للآنية].