-3-19 – باب: نهي تمنِّي المريض الموت.
5347 – حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
قال النبي ﷺ : (لا يتمنينَّ أحدكم الموت من ضُرٍّ أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
5348 – حدثنا آدم: حدثنا شُعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
دخلنا على خبَّاب نعوده، وقد اكتوى سبع كيَّات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب، ولولا أن النبي ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
ثم أتيناه مرة أخرى، وهو يبني حائطاً له، فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه، إلا في شيء يجعله في هذا التراب.
5349 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لن يُدخِل أحداً عملُه الجنة). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (لا، ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا، ولا يتمنينَّ أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب).
5350 – حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعت النبي ﷺ وهو مستند إلي يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق).
[ش (ضر) ضرر من مرض أو غيره.
(لا بد فاعلاً) متمنياً للموت].
[ش (اكتوى) في بطنه، من الكي وهو أن تحمى حديدة في النار وتوضع على الجلد موضع الألم.
(سلفوا) ماتوا في حياة النبي ﷺ .
(مضوا) ذهبوا إلى ربهم سبحانه.
(ولم تنقصهم..) لم تنقص أجورهم. لأنها لم تفتح عليهم ولم يتوسعوا فيها.
(أصبنا) حصلنا من المال.
(ما لا نجد) أي لا نجد مصرفاً له فنصرفه في البنيان].
[ش (عمله) أي عمله وحده لا يجعله مستحقاً للجنة وموجباً لها، لأنه لا يقابل شيئاً من نعم الله عز وجل على الإنسان، وإنما هو سبب لتفضل الله عز وجل بذلك.
(يتغمدني) يغمرني ويسترني.
(فسددوا) اطلبوا السداد، وهو الصواب، بفعل القربات دون غلو ولا تقصير.
(قاربوا) الكمال في الاستقامة إن لم تصلوا إليه.
(إما محسناً) إما يكون محسناً فيزداد ببقائه حياً.
(فلعله) بحياته.
(يستعتب) يتوب ويرد المظالم ويطلب رضا الله عز وجل ومغفرته]