باب: ما كان النبي ﷺ يتجوز من اللباس والبسط.

-3-30 – باب: ما كان النبي ﷺ يتجوز من اللباس والبسط.

5505 – حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي ﷺ ، فجعلت أهابه، فنزل يوماً منزلاً فدخل الأراك، فلما خرج سألته فقال: عائشة وحفصة، ثم قال: كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئاً، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقاً، من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا، وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي، فقلت لها: وإنك لهناك؟ قالت: تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي ﷺ ، فأتيت حفصة فقلت لها: إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله، وتقدمت إليها في أذاه، فأتيت أم سلمة فقلت لها: فقالت: أعجب منك يا عمر، قد دخلت في أمورنا، فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله ﷺ وأزواجه؟ فرددت، وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله ﷺ وشهدته أتيته بما يكون، وإذا غبت عن رسول الله ﷺ وشهد أتاني بما يكون من رسول الله ﷺ ، وكان من حول رسول الله ﷺ قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشأم، كنا نخاف أن يأتينا، فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول: إنه قد حدث أمر، قلت له: وما هو، أجاء الغساني؟ قال: أعظم من ذاك، طلق رسول الله ﷺ نساءه، فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها، وإذا النبي ﷺ قد صعد في مشربة له، وعلى باب المشربة وصيف، فأتيته فقلت: استأذن لي، فأذن لي، فدخلت، فإذا النبي ﷺ على حصير قد أثر في جنبه، وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، وإذا أهب معلقة وقرظ، فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة، والذي ردت علي أم سلمة، فضحك رسول الله ﷺ ، فلبث تسعاً وعشرين ليلة ثم نزل.

5506 – حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري: أخبرتني هند بن الحارث، عن أم سلمة قالت:

استيقظ النبي ﷺ من الليل، وهو يقول: (لا إله إلا الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات، كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة). قال الزُهري: وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها.


[ش (ذكرهن الله) أنزل القرآن يوصي بهن ويحث على عشرتهن بالمعروف. (من أمورنا) شؤوننا التي يتولاها الرجال عادة. (فأغلظت لي) قست معي بالكلام. (وإنك لهناك) إنك في هذا المقام ولك جرأة أن تغلظي علي. (تقدمت إليها في أذاه) تكلمت معها قبل الدخول على غيرها في شأن أذى النبي ﷺ ، أو آذيتها في شخصها وآلمتها في بدنها بالضرب ونحوه، قبل أن أبحث في شأن أذى النبي ﷺ .

(فرددت) من الترديد، وفي رواية (فردت) من الرد. (من حول..) من الملوك والحكام وغيرهم. (استقام له) أسلم له، أو خضع لأمره.

(وصيف) خادم، وهو غلام دون البلوغ. (مرفقة) وسادة].