باب: البرود والحِبَرة والشَّملة

-3-17 – باب: البرود والحِبَرة والشَّملة.

وقال خبَّاب: شكونا إلى النبي ﷺ ، وهو متوسد بردته.

5472 – حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

كنت أمشي مع رسول الله ﷺ وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله ﷺ قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفتإليه رسول الله ﷺ ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.

5473 – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

جاءت امرأة ببردة، قال: سهل هل تدري ما البردة؟ قال: نعم، هي الشَّملة منسوج في حاشيتها، قالت: يا رسول الله، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول الله ﷺ محتاجاً إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره، فجسَّها رجل من القوم، فقال: يا رسول الله، اكسنيها، قال: (نعم). فجلس ما شاء الله في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إياه، وقد عرفت أنه لا يرد سائلاً، فقال الرجل: والله ما سألتها إلا لتكون كفني يوم أموت. قال سهل: فكانت كفنه.

5474 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزُهري قال: حدثني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفاً، تضيء وجوههم إضاءة القمر). فقام عُكَّاشة بن مِحْصَن الأسدي، يرفع نَمِرة عليه، قال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله ﷺ : (سبقك عُكَّاشة).

5475/5476 – حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس قال:

قلت له: أي الثياب كان أحب إلى النبي ﷺ أن يلبسها؟ قال: الحِبَرة.

(5476) – حدثني عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا معاذ قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كان أحب الثياب إلى النبي ﷺ أن يلبسها الحِبَرة.

5477 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أخبرته:

أن رسول الله ﷺ حين توفي سُجِّي ببرد حبرة.


[ش (فجسها) فمسها بيده، وفي رواية (فحسنها) وصفها بالحسن].

[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، رقم: 216.

(زمرة) جماعة وفئة. (نمرة) كساء فيه خطوط بيض وسود وحمر، كأنها من جلد النمر].

 

[ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: فضل لباس ثياب الحِبَرة، رقم: 2079.

(الحِبَرة) هو برد يماني أخضر، وكانت أحب إليه ﷺ لأنها لباس أهل الجنة].

 

[ش أخرجه مسلم في الجنائز، باب: تسجية الميت، رقم: 942.

(سجي) غطي. (برد) كساء مربع فيه صغر، وقد يكون أسود وقد يكون أخضر، والعرب تطلق الأسود على الأخضر وبالعكس].