-3-75 – باب: ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله.
وقال الله: {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} /التوبة: 73/.
5758 – حدثنا يسرة بن صفوان: حدثنا إبراهيم، عن الزُهري، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل علي النبي ﷺ وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، وقالت: قال النبي ﷺ : (من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور).
5759 – حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:
أتى رجل النبي ﷺ فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله ﷺ قط أشد غضباً في موعظة منه يومئذ، قال: فقال: (يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة).
5760 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
بينا النبي ﷺ يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: (إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله حيال وجهه، فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة).
5761 – حدثنا محمد: حدثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني:
أن رجلاً سأل رسول الله ﷺ عن اللقطة، فقال: (عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه). قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: (خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله ﷺ حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، ثم قال: (ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها).
5762 – وقال المكي: حدثنا عبد الله بن سعيد. وحدثني محمد بن زياد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثني سالم أبو النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
احتجر رسول الله ﷺ حجيرة مخصفة، أو حصيراً، فخرج رسول الله ﷺ يصلي فيها، فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته، ثم جاؤوا ليلة فحضروا، وأبطأ رسول الله ﷺ عنهم فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضباً، فقال لهم رسول الله ﷺ : (ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خيرصلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة).
[ش (جاهد) بالسيف والحجة وإقامة الحدود. (واغلظ) شدد عليهم فيما تجاهدهم به واستعمل الغلظة والخشونة].
[ش (حيال وجهه) مقابل وجهه].
[ش (حجيرة) تصغير حجرة. (مخصفة) مبنية من الخصفة، وهي سعف النخل، وفي نسخة (بخصفة). (فتتبع إليه رجال) طلبوا موضعه وذهبوا إليه.
(حصبوا الباب) رموه بالحصباء، وهي الحصى الصغيرة، تنبيهاً له ليخرج.
(ظننت) خفت].